اعترف الناطق الإعلامي للإدارة العامة للمرور العميد علي ضبيان الرشيدي، في تصريحات ل «الشرق»، بأن الدراسات التي أجريت في بعض الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للتقنية «مع الأسف» لم تُفِد في معرفة الأسباب الحقيقة للحوادث المرورية بالمملكة، لافتاً إلى أن الإدارة تعرَّفت على مسببات الحوادث من خلال الإحصائيات، وعينات من المجتمع تحدثت عن أن قطع الإشارة والسرعة الزائدة من أكثر مسببات الحوادث في المملكة. وقال إن 24.6% من الحوادث تعود إلى السرعة الزائدة، فيما تصل نسب الحوادث نتيجة قطع الإشارات إلى 21.4%، لافتاً إلى أن معظم المتوفين من الفئة العمرية ما بين 17 – 29، مقدراً نسبة الوفيات على الطرق الخارجية ب 60% وأكثرها يكون أثناء وقوع الحادث. وأشار إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن أخطاء السائقين تمثل 85% من بين العوامل المؤثرة على الحوادث المرورية. وتأتي تصريحات ضبيان بالتزامن مع انطلاق أسبوع المرور الخليجي أمس، تحت شعار (غايتنا في سلامتكم)، مبيناً أن أسبوع المرور يهدف إلى توعية المجتمع بالحوادث المرورية وما يترتب عليها من آثار صحية واجتماعية واقتصادية، والآثار الصحية التي تسببها الحوادث متمثلة في الكسور ونزف في المخ وكسور مركبة في عظام الأطراف، والاجتماعية تتمثل في فقدان الأسرة أو أحد الأبناء، ما يؤثر على الترابط الاجتماعي وضياع الأسرة. وأشار تقرير منظمة الصحة العالمي إلى أن عدد المتوفين في العالم كل عام يصل إلى مليون و300 ألف متوفى، وفي المملكة هناك زيادة في عدد المركبات في كل عام، حيث يدخل المملكة أكثر من 500 ألف مركبة، ما يؤدي إلى زيادة في أعداد السائقين، وهو ما يشكل عبئاً على الخدمات المرورية المقدمة. ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي لوزارة النقل عبدالعزيز الصميت، أن أسبوع المرور الخليجي مناسبة مهمة لنشر الوعي المروري من أجل الحد من الحوادث المرورية، مبيناً أن تحقيق السلامة على الطريق مسؤولية جماعية للحد من الحوادث وأخطارها على المجتمع، لذا فاهتمام ومسؤولية وزارة النقل بالسلامة المرورية يبدأ منذ الخطوات الأولى لتخطيط الطرق وتصميمها، حيث يأتي التفكير في سلامة الطريق من اختيار مساره الذي يضع في الحسبان تحديد الحد الأقصى الممكن من سلامة حركة المرور. كما تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لإعداد وتنفيذ برامج التوعية المرورية حول استخدام المركبات والالتزام بأنظمة المرور ودعم برامج توفير خدمات إسعافية لمستخدمي الطرق وبرامج تأهيل السائقين والأخذ بالتقنيات الحديثة (أنظمة النقل الذكي). ووفقاً للصميت، تقوم الوزارة بالتنبيه على المقاولين أثناء أعمال التنفيذ والصيانة بالاهتمام بوضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية لتنبيه قائدي المركبات. وأضاف أن الدراسات والإحصائيات الصادرة عن إدارات المرور أو المؤتمرات والندوات الخاصة بالسلامة المرورية أثبتت أن العنصر البشري مسؤول عن نسبة 80% من الحوادث، ويرجع سببها إلى عاملين اثنين هما السرعة الزائدة وما يتبعها من أخطاء في القيادة مثل التجاوز الخاطئ، وعدم التقيد بأنظمة المرور والسلامة واللوحات الإرشادية على طول الطرق سواء داخل المدن أو بينها، وعدم الفحص الدوري للمركبة. وأكدت دراسة كشفت عنها الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض مع إدارة المرور في منطقة الرياض، أن التكلفة الإدارية للحوادث المرورية في العاصمة السعودية وحدها تبلغ 62 مليون ريال، في حين تبيّن أن كل حادث تلفيات يستهلك ساعة من جهد رجال المرور، أما حادث الإصابات فيستهلك ثلاث ساعات من الجهد، بينما يستهلك الحادث الذي تقع فيه وفيات ما متوسطه عشرون ساعة من جهد رجال المرور.