لا يختلف اثنان بأن الحادث المروري فاجعةٌ تحلُّ بالأسرة بجميع أقطابها.. والحوادث المرورية تمثل مشكلاً حقيقياً لكل المجتمعات في العالم، وهي من أصعب ما يحدث لمقومات الحياة وخصوصاً العنصر البشري، إضافة إلى الخسائر المالية الهائلة.. والحادث المروري كما عرفته هيئة الصحة العالمية بأنه «واقعة غير متوقعة ينتج عنها إصابة ظاهرة».. في حين ترى اللجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة لهيئة الأممالمتحدة أن الحادث المروري هو أن يحدث في طريق مفتوح أو عام وينتج عنه وفاة أو إصابة فرد أو جماعة. وتتوقع المنظمة الدولية تزايد الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث بحلول عام 2020 ميلادي، لتكون السبب الثالث في الوفيات عالمياً.. وللحادث المروري مسببات قد تشترك بعض العناصر في حدوثه.. فهنالك مسببات قد تكون العنصر الأساسي في وقوع الحادث ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: 1- السائق وأهليته للقيادة، مثل العمر والقدرة الذهنية وتقيده بأنظمة المرور واللوحات الإرشادية.. وعدم تجاوز السرعة المسموح بها. وللمخدرات دور أساسي في وقوع أشنع الحوادث، لأن الإدراك معدوم لدى هذا النوع من قائدي المركبة، ويعد من يقدم على قيادة أي مركبة وهو ليس بعقله أو يخامر عقله أي شيء من المخدرات يكون في معية من ينتحر. ولو قسنا النسبة بين أخطاء السائق وبين مشكلات الطرق والمركبات لوجدنا أن نسبة السائقين تتجاوز 80%، و20% للطرق والمركبات. ومن هنا يجب علينا أن نكثف من التوعية المرورية وإحداث برامج مرئية وتوزيع إرشادات قوانين المرور على قائدي المركبات. 2- الطرق وهي أحد المحاور المهمة المسببة للحوادث، ومن ذلك وجود خلل أو عيب في تركيبة الطرق من حيث البناء أو السفلتة.. وكذلك وضع مداخل ومخارج بشكل متعدد. وهذا يساعد على حدوث بعض الحوادث، ولذا يجب على الجهات المسؤولة عن الطريق مراقبة مشاريع الطرق وأخذ ضمانات على المقاولين أثناء ترسية أي مشروع لكي تضمن الأمانة في العمل وتهيئة الطرق الآمنة للمركبات بمختلف أنواعها. 3- المركبات.. المركبات من العناصر المسببة لوقوع الحادث، ومن أمثلة ذلك.. تهالك المركبة وعدم صيانتها وعدم الاهتمام بمحركاتها وإطاراتها من حيث النوعية وتاريخ الإنتاج. الآن الإطارات من أهم العوامل للحفاظ على المركبة من الحادث وكذلك مصابيح وأجهزة توقيف المركبة من مكابح أو انقطاع المولد عن المصابيح الأمامية أو الخلفية. ومن هنا يجب على إدارات المرور التنبيه على قائدي المركبات بالتقيد بسلامة كل ما سبق ذكره.. وتشير النسب التي تصدرها إدارات المرور بالمملكة أنه على امتداد الثلاثين السنة الماضية سجلت الإحصائيات الرسمية نتيجة الحوادث ما يقارب (1551326) مليون وخمسمائة وواحد وخمسين ألفاً وثلاثمائة وستة وعشرين، وأن عدد المصابين (588084) خمسمائة وثمانية وثمانون ألفاً وأربعة وثمانون شخصاً، والمتوفون (78467) ثمانية وسبعين ألفاً وأربعمائة وستة وسبعون وقد يزيد. ولو وقفنا عند هذه الإحصائيات لوجدنا أن الأمر يحتاج إلى تفكير جدي في معالجة هذه المشكلة لكي نخفف منها، أما القضاء عليها فمستحيل. يقول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} صدق الله العظيم. من هذا يجب أن ندرك أن النفس أمانة على كل نفس، فيجب أن نكون في مستوى هذه الأمانة، وأن نحكم عقولنا في نفوسنا لكي ندرك الخطأ ونتجنبه، ولا نحكم نفوسنا في عقولنا فتكون هنالك تهور وعدم مبالاة، لأن النفس أحياناً تكون وبالاً ونكالاً على صاحبها. وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه بتهيئة الطرق السريعة وتوصيل كل الخدمات لكل قرية وبيت، وضخت المليارات في سبيل راحة المواطن، لذا يجب على كل من أوكلت له مهمة تعبيد الطرق مراعاة الله والأمانة في العمل. - أبها