أسفرت الحوادث المرورية التي شهدتها المملكة خلال العامين الماضيين 1429/1430ه عن وفاة 12600 في مختلف المناطق. وعلى الرغم من انخفاض وفيات الحوادث خلال العام الماضي عن سابقه، إلا أن النسبة لا تزال ضئيلة، حيث بلغ الانخفاض 316 حالة بحسب تصريحات مدير الإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان في مؤتمر صحافي عقد أخيرا. وزاد عدد مصابي الحوادث في العامين عن 60 ألف مصاب في أكثر من 800 ألف حادث، ولم تردع تسعة ملايين مخالفة مرورية العام الماضي، في مقدمتها السرعة وقطع الإشارة، عن استمرار مسلسل المخالفات. هذه الأرقام المخيفة للحوادث تعكس حجم المشكلة المرورية، حتى صنفت منظمة الصحة العالمية المملكة على أنها صاحبة الرقم الأعلى في معدل الوفيات بأكثر من 49 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، و485 ألف حادث مروري في عام 2008 مقارنة ب 435 ألفا في عام 2007، ما يشير إلى ارتفاع الحوادث بدلا من انخفاضها، فيما قضى 6548 شخصا حتفهم عام 2008، فضلا عن أرقام أخرى لا تقل ضخامة بالنسبة للخسائر في الممتلكات والخسائر المادية على علاج المصابين الذين تعرض الآلاف منهم لإعاقات ومشاكل نفسية وغيرها من مضاعفات الحوادث. التوقعات المستقبلية في دراسة أخيرة صادرة عن اللجنة الوطنية للسلامة المرورية أعدها المقدم الدكتور علي بن ضبيان الرشيدي من الإدارة العامة للمرور عن (التوقعات المستقبلية للنتائج السلبية للحوادث المروية مقارنة بين حوادث المرور وأعداد الأشخاص المصابين والمتوفين في مناطق المملكة)، أظهرت الدراسة اختلاف أعداد الحوادث المرورية والنتائج الناجمة عنها، ما يفرض إلى جانب مخاطرها على المجتمع بشكل عام، تناول هذه المشكلة إحصائيا بهدف التنبؤ بعدد الحوادث المرورية وما ينجم عنها من إصابات ووفيات في المستقبل سعيا للتوصل إلى حلول تحد من تفاقم المشكلة. وتشير الدراسة إلى أن المناطق التي احتلت المراكز الثلاثة من حيث معدل الحوادث هي: الحدود الشمالية في المركز الأول، ثم الجوف، وفي المركز الثالث منطقة الباحة. وبينت نتائج الدراسة أن بعض المناطق مثل منطقة مكةالمكرمة، الرياض، والشرقية كانت في مقدمة ترتيب حوادث المرور لكل ألف شخص خلال الفترة من 1391ه إلى 1429ه، في حين أنها لم تدخل في مقدمة ترتيب أعداد المصابين والمتوفين. وتشير تقديرات الحوادث المستقبلية إلى تصاعد مستمر يتطلب التدخل السريع والفعال للحد منه، وذلك من خلال وضع الخطط الاستراتيجية قريبة وبعيدة المدى على أسس علمية، وإعادة النظر في تطبيق عقوبة التوقيف على مخالفات تجاوز السرعة والإشارة الحمراء، والتي تشكل أهم المخالفات على السلامة المرورية، وإعادة دراسة العقوبات في نظام المرور. مصابو الحوادث في المستشفيات أعداد كبيرة من مصابي الحوادث المرورية يرقدون على الأسرة البيضاء في المستشفيات، منها حالة الشاب إبراهيم عبد الله في مستشفى الملك فهد في جدة، الذي أصيب بشلل رباعي بعد حادث مروري مروع على شارع الأمير سلطان. سرعة الشاحنة في غرفة مجاورة كان فائز عيد العتيبي يتلقى العلاج، مستعيدا تفاصيل الحادث الذي تعرض له قائلا: كنت خارجا من بحرة على طريق الحرمين بصحبة أفراد أسرتي، زوجتي و أبنائي وأبناء أخي، كان الحادث في لمح البصر، حينما فكرت في تجاوز شاحنة كانت تسير أمامي، وحدث الحادث ونتج عنه إصابتي بكسور في القدم ورضوض، فيما أصيبت زوجتي بكسر في الأنف والأطفال ببعض الكدمات والرضوض. نزيف داخلي وكسور على سرير آخر، في الطابق الثالث داخل مستشفى الملك فهد العام يتمدد إيهاب الحازمي (18 عاما) الذي ظل لعامين يعاني من كسور، بعد أن اصطدمت به سيارة يقودها متهور حينما كان يستقل دراجته النارية، ما نتج عنه إصابته بنزيف داخلي وكسور في رجله اليمنى، نقل على إثرها إلى مستشفى الملك فهد في جازان، ثم حول إلى جدة لمواصلة العلاج، فيما يتمدد عبد المجيد في غرفة أخرى في المستشفى، بعد أن باغتته سيارة كان يقودها شاب متهور نتج عن الحادث كسور في الجهة اليسرى من جسده، ما استدعى تدخل المرور لنقله إلى المستشفى. يلازم عبد الله العتيبي السرير الأبيض منذ شهر بعد أن أصيب في حادث مروري، نتيجة انقلاب سيارته بسبب خلل حدث فيها أثناء سيره على طريق الطائفالرياض السريع. طوارئ القريات في قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى القريات العام، لا ينسى الموظفون صيحات الطفلة غلا ذات الأربعة أعوام وهي تجري في الممرات بحثا عن والدها ووالدتها وأخواتها الخمس، الذين غيبهم الموت، فيما كانت هي الناجية الوحيدة في الحادث. من أكثر المواقف العالقة في أذهان منسوبي مستشفى الملك خالد في تبوك حادث وقع لعدد من المعلمات كان نتيجته تسع وفيات وإصابات متفرقة لثلاث معلمات أخريات لفظت أحداهن أنفاسها أثناء نقلها إلى المستشفى. كسور الأطراف السفلية يعلق استشاري العظام السابق في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور زكي نواوي قائلا: الإصابات تكون في العمود الفقري أو الدماغ والمخ وتكون شديدة بسبب حالة الإغماء التي تنتاب المصاب، فضلا عن الحالات ما بين كسور متعددة وكسور بسيطة، وتأتي كسور الحوض من أكثر الكسور شيوعا في حالات الإصابات المتعددة، يليها كسور الأطراف العليا وكسور الأطراف السفلى، أما أكثر الإصابات حدوثا هي كسور الأطراف السفلى التي تصيب السائق والمشاة عند الدهس والمتواجدين داخل المركبة، يليه كسور الأطراف العليا، ثم إصابة الرأس، وفي المرتبة الرابعة إصابة العمود الفقري، والتي تحدث عند انقلاب المركبة أو قذف السائق أو الراكب من المركبة إلى خارجها. ويضيف الجراح في جدة الدكتور يوسف عبد الرحمن أنه لوحظ في الأونة الأخيرة ازدياد معدل الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، خاصة بين الشباب والمراهقين، وما ينتج عنها من إصابات شديدة قد تؤدي إلى الإعاقة الدائمة ومنها إصابات الدماغ والحبل الشوكي التي عادة ماتؤدي إلى الإصابة بالشلل، سواء النصفي أو الشلل الرباعي أو فقد الإدراك العقلي. أما الدكتور طلال الأحمد طبيب مركز صحي على طريق الطائفالرياض السريع فيقول: تعتبر حوادث المرور من أكثر الحالات الطارئة التي تستقبلها المراكز الصحية على الطرقات السريعة، مشيرا إلى أن ذروة الحوادث تكون في مواسم الحج العمرة والعطلات وإجازات نهاية الأسبوع، فيما تقع هذه الحوادث في ساعات الصباح الأولى وبعد الظهيرة نتيجة إرهاق وإعياء السائقين. ويشير الدكتور أنور مصطفى في تبوك إلى أن أغلب الإصابات تكون في منطقة الرأس والظهر، وأكثر الحوادث ليلية أو مع خروج الطلبة من مدارسهم. السرعة والتهور ويرى الناطق الإعلامي مدير العمليات في صحة الطائف سعيد الزهراني أثناء مباشرة الحوادث الميدانية نجد أنها تشترك غالبيتها في السرعة والتهور، وفي العام الماضي سجلت مستشفيات الطائف نحو 10200 إصابة نتيجة حوادث مرورية، خلاف الوفيات وبعض الإصابات نتج عنها حالات شلل أو إصابات دائمة. وللحد من الحوادث المرورية، يقترح زيادة قيمة المخالفات المرورية وبالذات للسرعة وقطع الإشارة، وتطبيق نظام النقاط المرورية وحجز المركبات في المخالفات الكبرى، حتى إن كانت على طرقات سريعة. مدارس تعليم قيادة السيارات حول مايثار عن تساهل مدارس تعليم قيادة السيارات في منح رخص القيادة، يقول إبراهيم محمد العبدلي من جدة: لي أخ أصغر يجيد استخدام السيارة، ولكن أبيت عليه مالم يذهب إلى مدرسة ليتعلم القيادة، وأن يطبق النظام من ناحية التأمين والرخصة، ومن ثم يحق له أن يقود وأن يشتري سيارة، وفي كل يوم نتبادل أطراف الحديث حول المدرسة وعن ماذا درس وماذا تعلم، وإذا بي أسمع العجب في الاهتمام بأمور لا أهمية لها مثل: ما هو الدينمو؟ وما شكله؟ من تفاصيل ميكانيكية لا تتصل بإصلاح السيارة وطوارئها، ويتغاضون عن أشياء أهم من تلك. ويذكر عصام سعيد باعويضان أنه سجل لدى مدرسة تعليم القيادة في دورة مكثفة مدتها ستة أسابيع، بمعدل ثلاث ساعات يوميا، مضى الأسبوع الأول في عرض فيلم يعود إلى السبعينيات وتعليقات المدرب عليه، والأسبوعان الثاني والثالث مضيا في تناوب السياقة بين الطلبة، بحيث كان نصيب كل طالب عشر دقائق في القيادة قرب المدرسة، وفي الأسابيع التالية أخذوا بعض الدروس في الصف بين سيارتين والرجوع إلى الخلف، ولم يشر المدرب طيلة مدة التدريب إلى النقطة العمياء، أو إلى ضرورة ترك مسافة بين سيارتي والسيارة التي أمامي، أو ما أضواء الطوارئ، ولا مرة قمت بالدوران والرجوع في الشارع، ولم يكن هناك أي مدرب قادر على التحدث بالإنجليزية للشرح للسائقين الهنود أو الفلبينيين. ويقول بدر شهاب: في الواقع لم تكن المدرسة حريصة على تدريبنا على قوانين السلامة لا المدربون ولا الممتحنون، وكان الطلاب ينظرون إلى الدروس والاختبار كتحصيل حاصل يريدون المرور فقط كأي اختبار مدرسي آخر، وفي الواقع فإن معظم الطلبة لا يأخذون (الكورس) المكثف الذي أخذته وإنما يقتصرون على أسبوع أو أسبوعين، وكثيرون بناء على الواسطة لا يحتاجون لأي تدريب نهائيا. واكتشف سعيد مصلح الزهراني للوهلة الأولى أن سائقه ليست له علاقة بقيادة المركبات لا من بعيد أو قريب رغم رخصة القيادة التي أحضرها من بلده وتفيد بأنه سائق متمكن، ما أجبره على إدخال سائقه الجديد إلى مدرسة تعليم القيادة، وتكبد مصاريف إضافية لاستخراج رخصة قيادة له. إلى ذلك، أوضح عبد العزيز الجعيد مدير مدارس دله لتعليم قيادة السيارات في جدة، أن البرنامج الحالي لتعليم القيادة يحتاج إلى تطوير وفيه بعض القصور، مشيرا إلى أن هناك دراسة رفعت إلى الإدارة العامة للمرور بعد اجتماع مسؤولي مدارس تعليم القيادة في المملكة لاعتماد برنامج جديد غير المعتمد حاليا، يركز على رفع مستوى الوعي لدى السائق، ويتيح للمتدرب الحصول على برامج تعليم أكثر دقة وتركيزا، ومنها على سبيل المثال التعليم المنفرد، بحيث يتلقى المتدرب دروسا عملية داخل وخارج المدرسة لتعلم القيادة بمفرده مع مدرب خاص، وبهذا تكون فرصة التعلم والاستفادة أكبر. وألمح الجعيد إلى أهمية تقييم المدارس في المملكة عبر اللجان المخصصة لذلك والتي اعتمدت في وقت سابق، فحين تم السماح بافتتاح العديد من المدارس في المناطق المختلفة كان شعار ذلك «البقاء للأفضل»، إلا أنه لم يتم التقييم حتى الآن. واستغرب الجعيد عدم مشاركة بعض مدارس تعليم القيادة في مناسبة أسبوع المرور، والتي من أهدافها المساهمة في رفع الوعي بالقيادة والسلامة المرورية. من جانب آخر، أوضح مصدر في إدارة مرور جدة أن الهدف الأساسي من افتتاح مدارس تعليم القيادة في مدن ومحافظات المملكة المختلفة هو تأهيل السائقين وتخريجهم للقيادة في الشوارع بقدرات عالية، وفقا للأنظمة المرورية الهادفة إلى إيجاد جيل واع بأصول القيادة، مشيرا إلى أن مدارس تعليم القيادة ملزمة بتنفيذ برنامج تأهيلي للسائقين خارج ميدان المدرسة، لتعريف السائقين وتأهيلهم على قيادة السيارات على الطرقات وكذلك الوقوف المباشر على مستوى تعليمهم أثناء الدراسة النظرية الشاملة لكافة قوانين وأنظمة المرور، والتي يتطلبها الموقف أثناء قيادة السيارة في الشوارع والطرقات. دراسة مواقع الحوادث للتعرف على آراء مسؤولي المرور أنفسهم حول المشكلة المرورية، أكد مدير مرور الطائف العقيد عبد الله آل عبيد الشهراني أن الضبط المروري والتوعية المكثفة أسهمتا في خفض معدلات وفيات الحوادث المرورية خلال العام الماضي 1430 مقارنة مع العام السابق 1429ه في الطائف، حيث سجل عام 1430ه نقص 56 حالة وفاة عن العدد المسجل في عام 1429ه، مشيرا إلى أن الطائف سجلت في العام الماضي 6805 حوادث مرورية أسفرت عن 387 حالة وفاة و1988 إصابة. وأرجع مسببات الحوادث المرورية إلى السرعة وعدم أخذ السائقين قسطا من الراحة خلال السفر على الطرق الطويلة أو انشغالهم بغير القيادة ومن ثم غياب صيانة المركبة وإهمال فحصها قبل السفر. وكشف العقيد الشهراني عن وجود لجنة للسلامة المرورية مكونة من المرور وأمانة الطائف وإدارة النقل تدرس المواقع التي تكثر فيها الحوادث المرورية لاتخاذ اللازم حيالها أما بتغيير المسارات أو تكثيف الرقابة أو زيادة التوعية بهذه المواقع للحد من الحوادث المرورية. مدير مرور منطقة تبوك العقيد محمد علي النجار أكد أن العنصر الأساسي في المشكلة المرورية قائد المركبة، فلابد من توافر عدة صفات في السائق الجيد وهي: العقل، سلامة الحواس، المعرفة بأنظمة المرور والتقيد بها، التركيز أثناء القيادة، والإحساس بالمسؤولية ومتى ما اجتمعت هذه الصفات أصبح لدينا سائق مثالي وهذا مانحاول الوصول إليه في مجتمعنا، ومن هنا جاء أسبوع المرور الخليجي ال 26 تحت شعار «احذر أخطاء الغير»، فالسائق المثالي هو الذي ينصب تفكيره على القيادة والأخطار المحدقة بها ومنها الأخطاء التي يتعرض لها من قبل الغير، سواء أكانت عفوية أو بفعل قوة قاهرة أثناء قيادته، وأن يتوقع دائما خطأ الغير وكيفية تفاديه بعد التوكل على الله عز وجل؛ لأن الدراسات أكدت أن العديد من الحوادث تقع نتيجة أخطاء البعض. وأضاف بلغت الحوادث المرورية في تبوك في عام 1430ه 15500حادث وعدد المتوفين داخل المدينة 88 متوفى وعدد المتوفين خارج المدينة 275 متوفى وعدد المصابين داخل المدينة 1219 مصابا وفي خارج المدينة 1150 مصابا، فيما بلغ عدد المخالفات المرورية 242002 مخالفة، منها 78197 مخالفة سرعة و13452 مخالفة قطع إشارة و231 مخالفة تفحيط. وأوضح الناطق الإعلامي في إدارة مرور منطقة الجوف الرائد نهار بن عبد المحسن الدغيفق أن إحصائيات الحوادث خلال العام الماضي تشير إلى وقوع 5085 حادثا مروريا في منطقة الجوف وقراها والمراكز التابعة لها، نتج عنها 467 وفيات وإصابات، وبلغ أجمالي المخالفات المرورية 62769 مخالفة خلال العام الماضي 1430ه. وعزا مدير شعبة المرور في القنفذة النقيب غازي العتيبي أسباب الحوادث المرورية للسرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ والتعرض لأخطاء الغير. الاستراتيجية الوطنية للمرور .. قريبا أكد اللواء الدكتور محمد أبو ساق رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى، أن المجلس رفع إلى مجلس الوزراء الدراسة النهائية للاستراتيجية الوطنية للحد من الحوادث المرورية منذ عدة أشهر، بعد دراستها والتدقيق فيها، وهي قابلة للتنفيذ الآن على أرض الواقع، متوقعا أن تعتمد وتصدر قريبا، رافضا تحديد وقت محدد لصدورها، متفائلا بالإعلان عنها قريبا خلال هذا العام. وأوضح أن الاستراتيجية تشمل على واجبات ومهمات لعدد من الوزارات والمصالح الحكومية، منها: الداخلية، الشؤون البلدية والقروية، النقل، التربية والتعليم، والثقافة والإعلام لرفع كفاءات ومستوى الأجهزة المرورية، عبر دعمها بالقوى البشرية المؤهلة وبالآليات والأجهزة والنظم الحديثة، مشيرا إلى أن التنسيق بين تلك الوزارات ستكون من مهمات المجلس الأعلى للمرور، فهو المسؤول عن الترتيبات اللازمة بين جميع الوزارات المشاركة في الخطة، وأضاف أن الخطة حتى تنجح تحتاج إلى دعم مادي، والجهة المسؤولة عن ذلك المالية، وتحتاج أيضا إلى رفع كفاءات الطرق والوعي العام ووضع الإرشادات اللازمة على الطرق، وتتولى الاهتمام بتلك الإرشادات وزارتان، فالمسؤولية داخل المدن من مهمات الشؤون البلدية والقروية، ومسؤولية النقل الطرق الطويلة والسريعة، ومن الواجبات التي تتولاها التربية والتعليم الارتقاء بالوعي المروي، وترسيخ ذلك يبدأ من الصفوف المدرسية والمجتمع بصفة عامة، حتى تصبح الثقافة المرورية جزءا من ثقافتنا اليومية. وأشاد أبو ساق بجهود رجال المرور في المملكة قائلا: إنهم مؤهلون لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية على أكمل وجه. يذكر أن الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية تهدف إلى تحقيق حركة مرورية آمنة، وتنمية الإحساس بالمشاركة المجتمعية في تحقيق السلامة المرورية للجميع، وتفعيل دور الثقافة المرورية بين أفراد المجتمع، وتحسين مستوى أداء وكفاءة العاملين في المرور بما يسهم في الحد من مخاطر الحوادث.