عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة الاثنين في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، التي دمرها النزاع الدامي. وتجري اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية والتي شهدت معارك يومية شرسة قرر اثرها مقاتلو المعارضة وقوات النظام السوري التفاوض لإجراء مصالحة بحيث لا يدعي أي من الطرفين النصر. ويشرف على اتفاقات وقف إطلاق النار شخصيات عامة – بما في ذلك رجال الأعمال ووزراء سابقون – من المناطق الخاضعة لاعمال العنف. وتقضي هذه الاتفاقات على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الخانق من الجيش والسماح بدخول المواد الغذائية الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وتسليم مقاتلي المعارضة لأسلحتهم الثقيلة ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة في هذه الأحياء. وعقدت اتفاقات المصالحة هذه في عدد من البلدات الواقعة في ريف دمشق مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم ويلدا ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وكان آخرها في ببيلا. كما يجري التفاوض حاليا على إجراء اتفاقية جديدة في حرستا، احد معاقل المعارضة المسلحة في شمال شرق العاصمة. وتمكنت مراسلة من وكالة فرانس برس من زيارة ببيلا الاثنين وشاهدت عشرات الأشخاص يهتفون "واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد" في الشارع الرئيسي للبلدة الذي شهد دمارا شبه كامل جراء القصف والحرائق وعانت أبنيته ما عانته من التدمير. ولا يزال مقاتلو المعارضة متواجدين في البلدة حيث تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو "شرط تسليم سلاحهم" الخفيف. وأقام مقاتلو النظام والمعارضة حواجز مشتركة في بعض المناطق بينها قدسيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.