اضطر مقاتلو الجيش السوري الحر للانسحاب من بلدة "سبينة" في ريف دمشق بسبب القصف المدفعي والصاروخي العنيف الذي ظلت تمارسه قوات النظام السوري، مما دفع المقاتلين للانسحاب حرصاً على حياة المدنيين. وكانت قوات الأسد، مدعومة بعناصر من "حزب الله" وكتائب "أبو الفضل العباس" العراقية قد سيطرت على المدينة التي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معظم سكانها نزحوا منها جماعياً بعد سيطرة قوات النظام عليها. وأضاف المرصد أن البلدة المحاصرة منذ نحو عام، كانت تشكل خط إمداد رئيسي لمقاتلي المعارضة المتحصنين بالأحياء الجنوبيةلدمشق، وأبدى خشيته "على حياة المدنيين في البلدة، مشيراً إلى أن القوات النظامية ربما تقوم بإعدامهم واتهام مقاتلي المعارضة بذلك". وتضم البلدة مباني سكنية ومنطقة صناعية كبيرة وتقع على الطريق السريع الذي يربط دمشق بالحدود الأردنية، كما أن البلدة متاخمة لمنطقة الحجر الأسود بالضواحي الجنوبية للعاصمة. وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة إن جنوبدمشق تعرض على مدى الأسابيع القليلة الماضية لقصف عنيف بالصواريخ والمدفعية، في حين خاضت الميليشيات الطائفية في حي السيدة زينب القريب أغلب معارك الشوارع. ويلجأ جيش الأسد لأسلوب الحصار ضد الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة حول العاصمة. وتتقدم قواته ببطء وتحاول حرمان مقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يعيشون بينهم من الغذاء والإمدادات الطبية. وبالتزامن مع سيطرتها على سبينة قصفت قوات النظام أحياء التضامن، ومخيم اليرموك، والحجر الأسود، وبلدات يلدا، وببيلا، وحجيرة. كما تقصف بالمدفعية وقذائف الهاون بلدة بيت سحم، حيث سقطت أول من أمس أكثر من 70 قذيفة على البلدة في غضون ساعة. بينما يواصل الجيش الحر تصديه لمحاولات اقتحام قوات النظام معضمية الشام، وسط قصف تشنه القوات الحكومية على الأحياء السكنية بالمدينة. إلى ذلك استمرت المعارك العنيفة في محيط بلدة مهين حيث استولى مقاتلون معارضون على ثاني أكبر مستودعات الأسلحة التابعة للجيش الحكومي، وسيساعد الاستيلاء على المئات من قطع السلاح في بلدة مهين مقاتلي المعارضة المتمركزين في البلدة الواقعة في منتصف المسافة بين العاصمة وحمص وهما مدينتان تحاول المعارضة السيطرة على أراض فيهما. وأظهرت لقطات فيديو نشرها معارضون ويعتقد أنها صورت يوم الثلاثاء الماضي مسلحين يقفون أمام مئات الصناديق الخضراء كان بعضها مفتوحاً وبداخله ذخيرة. وقال ناشط إن المخزن فيه صواريخ وقذائف مدفعية وقذائف مورتر. وأضاف أن قذائف المورتر الموجودة بداخله طويلة جداً ولا تملك مثلها سوى قوات الأسد. وفي مقطع فيديو مماثل، ظهر مقاتل آخر وهو يقف أمام دبابة ويقول إنها واحدة من ثلاثة استولت عليها قوات المعارضة من قوات الأسد في مهين. وفي محافظة حلب، تقدمت القوات النظامية في بلدة تل عرن، مدعومة بمقاتلين طائفيين، وسيطرت على أجزاء من البلدة، وقالت شبكة شام إن الجيش النظامي يحاول في ذات الوقت اقتحام بلدة تل حاصل وحيي الخالدية وبني زيد. وفي نفس المحافظة، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر استهدف مبنى البحوث العلمية الذي تحول إلى ثكنة عسكرية لجنود النظام، إضافة إلى مطار النيرب العسكري، في حين أعلن مجلس محافظة حلب مدينة السفيرة وجبل الحص بريف المحافظة منطقة منكوبة.