يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان عن تاريخ الإرهاب: «تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان المتعلقة بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة».. ولعلنا منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 ونحن نسمع عن قوانين دولية وعالمية تُسنُّ ضد الإرهاب.. وبهذا يتناسى المجتمع الدولي «أمريكا» الحوادث التي وقعت خارج أطرها الجغرافية ليلصق تهمة الإرهاب بالإسلام. ولعل جميع علماء الاجتماع يتفقون في الرؤية مع ما كتب قاسم عثمان عن تاريخ الإرهاب من حيث المبدأ، لكنهم حسب توجهاتهم يلصقون التهمة بمن يريدون ويشوِّهون التاريخ حسب رؤيتهم، ليتحول الدين الإسلامي من دين للتسامح إلى دين يحضُّ على القتل والتكفير، كما قامت بعض الجماعات المتطرفة بالترويج لذات الفكرة. إذن الإرهاب ليس مجرد حالة تفخيخ وتفجير، ولكن نتيجة الرؤية التطرفية التي ترى قتل الآخر بدلاً من الاعتراف به.. وكما قال الإعلامي داود الشريان «حان وقت الحساب». الشرق وعبر ملفاتها الأسبوعية تتطرق إلى هذا الملف الشائك، حيث عرَّف الكاتب شتيوي الغيثي الإرهاب قائلاً إنه «نتيجة للتطرف الفكري في نظرنا فإن الهيمنة على المجال العام، الذي هو مجال تداول الناس الثقافي والاجتماعي لقضاياهم العامة المشتركة، يمكن أن يكون أحد أهم الأساليب في التحرك السياسي لدى معظم التيارات المتطرفة نحو تبني العمل الإرهابي». بينما قال مانع اليامي «إن الإرهاب لا دين له، وبرغم ذلك تكوَّن في أعقابه مناخٌ من الحذر المفرط والقلق الدائم بين بعض الشعوب والحكومات، مع أن الكل ضحية، وقد شُوِّهت صورة الإسلام بسبب بعض المنتمين إليه شكلاً، وهو الداعي في الأصل إلى السلام وحفظ النفس والمال والعرض، ونال أهله من الظلم ما أوجعهم». أما الكاتبة مها الشهري، فقدَّمت قراءة سوسيولوجية لشخصية الإرهابي، مؤكدة على أن «الحرب التي تتمثلها الجماعات الدينية تُبنى على إضفاء طابع القدسية على ممارستها بهدف الاستقلال السياسي، وأعني أن يكون ذلك على أساس المعتقد الديني، ويمكن أن نفسر أن التوجه الديني الذي تستخدمه هذه الجماعات وتشرعن به أساليبها لا يخدم مبدأ الدين على الأقل، إنما يحقق مكاسب ذات فائدة لمنظِّميها». الكاتبة تماضر اليامي تحدثت عن الإرهاب بوصفه حالة عامة وليست مرتبطة بالدين الإسلامي قائلة إن «أمريكا وإسرائيل وغيرهما ساهمت في إلصاق هذه الوصمة بالمسلمين لتبرِّر هجماتها غير الضرورية وتحقِّق مصالحها بأنها حرب على الإرهاب». أما الكاتب رضي الموسوي فتحدث عن الكلفة الاقتصادية في الحرب على الإرهاب قائلاً إن «هناك كلفة اقتصادية كبيرة مباشرة وغير مباشرة للإرهاب بغض النظر عن نوعه، فردي أو جماعي أو منظم، وهذا ما يجعل كثيراً من الدول تخوض حروباً كبرى ضد الإرهاب وتخصص الموارد المالية اللازمة لها، التي عادة ما تستمر إلى فترات طويلة تستنزف الموازنات العامة على حساب التنمية الإنسانية الشاملة».