أسهم الإعلام الجديد في انتشار خبر الشائعة والقصص الإخبارية المروج لها، ونشر الرويات الكاذبة بلا تثبت، مما سهل انتشار الشائعات في المجتمع وقد ساعدت وسائل الاتصال والتواصل المختلفة، على انتشارها ووصولها بين الناس، انتشار النار في الهشيم، وبعض ما يتم تداوله، يكاد يكون حقائق مؤكدة، كما لو كانت من أخبار الساعة، ويلجأ مروجوها لكي تكتسب مصداقية مصادرها نقلها عبر قنوات رسمية أو خطابات رسمية، وقد يكون مر على تلك الأخبار سنوات، فشاعت في حينها وتم نفيها، ثم أعيد نشرها من خلال مجموعات تواصل أخرى، لم تصلها تلك الأخبار من قبل فتصبح جديدة بالنسبة لهم، فيغريهم نشرها وتداولها من جديد. ما ينقص الإعلام الجديد أن تكون له ضوابطه وأخلاقياته، مع العلم بأنه يصعب التحكم فيه وفي مخرجاته، خاصة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل و«الواتسآب» تحديداً. الإعلام الإلكتروني تتوفر أدواته لدي مستخدميه من العامة، بحيث يسهل، نشر المعلومات والأخبار فيه، وغالبا ما يكون مصدرها واحد، ولهذا الإعلام تأثيره وقد أصبح جزءا من ثقافة المجتمع، إلا أن خطره ليس في نشر الأخبار الملفقة، والمعلومات المغلوطة، ولكنه يسهم في انتشار لغة جديدة، تلك اللغة التي يتم تداولها في التعليقات والتغريدات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لغة كمبيوترية لها مفرداتها ومصطلحاتها،حيث تُكتب اللغة العربية بحروف لاتينية، وبأبجدية غريبة تخلط بين الحروف والأرقام. فمثلا «Al7md lellah» بمعنى «الحمدلله». ومع اعترافنا بأن الإعلام الإلكتروني، هو الأسرع والأكثر تأثيراً في الجماهير، لذلك لابد أن نكون حذرين في التعامل معه. هل نسينا كيف استطاعت وسائط الإعلام الجديد عبر مواقع التواصل، إلهاب المشاعر، وإثارة الفوضى والحشد الجماهيري لثورات «الخريف العربي»؟ لقد هيجت تلك الوسائل الشعوب عبر قنوات الاتصال والتواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، حتى آلت الأحوال في الشرق الأوسط، وما آلت إليه، منذ اندلاع ثورة الشعب التونسي عام2011م، من عدم استقرار وغياب للأمن وصراعات داخلية وتشتت وتقسيم، وكان الإعلام الإلكتروني، جزءاً من مخطط التهييج والتحريض للعنف وإثارة الفتنة والشغب، ومحفزاً بأفق ضيق، ومصداقية غائبة. رأينا كيف تختلق الأحداث وكيف تزيف الحقائق وتختلق القصص، وقد وقع الإعلام في فخ الأخبار المفبركة والروايات الإخبارية المعاد صياغتها وإنتاج الأحداث عبر وسائل التقنية التي تتوفر برامجها عبر مواقع في الإنترنت ك «الفوتوشوب» و«صناعة الفيديو» في اليوتيوب وغيرهما. قصة فتاة بئر تبوك لمى، وما تم تداوله من أنباء متضاربة، صورة حية لعدم مصداقية ما يتداول من أخبار غير موثقة وأخرى ملفقة، وتسابق الإعلام في تغطية الخبر، وتأثرت حتى وسائل الإعلام الرسمية بما تم الترويج له من أخبار حولها. المزعج في القصة، ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخرها ما ذُكر بأن البقايا التي وجدت ليست بقايا جثة الطفلة لمى، وإنما هي بقايا ذئب ميت، وجاء التكذيب على لسان المتحدث الرسمي للدفاع المدني في تبوك الذي نفى الروايات المتداولة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن بئر تبوك وجثة الطفلة لمى.