تضيع الكلمات وتتبعثر العبارات ويخونك التعبير وأنت مبحر في مركب العلم والمعرفة، لأنك بحاجة لمن يقود الدفة بعمق وحماس وشاعرية، ويحاكي الأعماق التي كانت بشوق لفارس الكلمة الذي أعطى الكلمة عنوانا وعمقا وألحانا، خالد الفيصل مربِّي الأجيال الجديد سيحمل على عاتقه أن يكون لدينا مبدعون في مجالات ثقافية واجتماعية ودينية، وخلال مسيرته التي يجب أن يكون إبداعهم منطلقا من أعظم كتاب على وجه الأرض كل حرف فيه يكفل سعادة الدارين. إننا نحلم بقاعات مجهزة بكل ماهو حديث من أجهزة وبحوث، تبحث في علوم القرآن الكريم يعيشها الطالب علما وعملا، لأن من هذا الكتاب نستمد نبراس حياتنا، ويجب فهو كل العلوم والمعرفة، منه استمد الصحابة علمهم ونورهم والفاتحون قوتهم، كم نحن في شوق لزيارات لبعض المقرئين الذين تُعد زيارتهم وتدريبهم حافزا لجيل نتمنى له الإبداع في كتاب الله، فهل نرى مسابقة لتلاوة وبحث للطلبة على مستوى عالمي، إن التغيير في طريقة تعليم القرآن الكريم وتعلمه سيعطي دافعا للجميع بأن يكون كتاب الله بين أيديهم. وكذلك يا فارس الكلمة إن الطلبة والطالبات تضيع منهم الكلمات في كل الناسبات، وحتى إن كانت بسيطة، ومن خلال الطابور الصباحي إنهم بحاجة للمبادرات التي تدفعهم للإبحار والتبصر والحوار عبر منتديات وبرامج ثقافية تصقل مواهبهم المدفونة، فأين المقهي الثقافي وأين الملتقى الأدبي وأين المهرجانات الثقافية وأين المكتبات التي كنا نحلم بها منذ زمن. بعيد كنا ننتظر مكتبة أرامكو المتنقلة التي تنقلنا لفترة وجيزة عبر بعض العلوم المعرفية المتواضعة، فالجميع بحاجة لمواقع ثقافية ومنتديات ومجالس فكرية ومساجلات شعرية تعد لها الوزارة، فأنت من أحيا سوق عكاظ. فهل نرى إبداعات للطلبة والطالبات في شتى ميادين المعرفة، إن قوة الكلمة تبدأ من هنا، إننا نحلم بمرافق مدرسية تبني الجسم والعقل لكل من يعمل في هذا الصرح المتميز، فإن التلقي والمعطي بحاجة لإعداد متكامل نفسياً. وعلمياً لكي أرَّبي جيلا سيبني وطناً ويحقق أمل أمة يجب أن تستقي مبادئها وقيمها من جذور كانت هي الأساس في بناء الأمم على الرغم من إمكاناتهم المحدودة في تلك الفترة، فالتعليم في بلادنا يعيش فترة رهان ذهبية من الدعم غير المحدود بميزانية خيالية. فهل نعيد النظر ونتدارك الخطر، ولتكن الانطلاقة من فلذات أكبادنا بدعمهم وتشجيع مواهبهم والتشويق في برامجهم، لنبني جيلا محبا لمحيطه ومعلميه مبدعا في فكره، فقد نسي كثير منهم القلم، ونحن أول من علَّم البشرية بسم الله الرحمن الرحيم عبر كتابنا العظيم (نون والقلم ومايسطرون)، فلنُعِد بناء عقول في محيط يحمل الأمل والتطلع في بيئة مشرقة وجو دراسي متميز وسط مواقع يفخر بها كل من يشاهدها كلنا أمل ورغبة وشوق لصروح من العلم متكاملة بتهيئة أفرادها ومواقعها.