انتشرت في الآونة الأخيره مقولة «خطأ فردي»، التي ترددها بعض الجهات حين يخطئ أيّ منسوب فيها، ليكون هذا «الخطأ الفردي» شماعة لتبرير تقصيرها. فعندما يخطئ مسؤول أو موظف في وزارة ما أو في جهة ما، تسارع تلك الوزارة أو الجهة، لتبرير تقصيرها بهذه الحجة الهزيلة. لا يمكن أن تعزى كل الأخطاء في المؤسسات لأفراد فيها ما دام أنهم يمثلونها رسمياً، وجرت أخطاؤهم في ساعات عملهم، بل يحسب ذلك تقصيراً للجهة التي ينتمي إليها، وعليها محاسبة المُقصّر في ساعات عمله. على النقيض من ذلك، عندما يكون هناك إنجاز لإحدى الجهات، غالباً ما يختبئ خلف هذا الإنجاز فرد يعمل بين معمعة أقسامها، ولكن عند خروج الإنجاز إلى النور، لا يقال «إنجاز فردي» طالما أن الجهة التي يعمل بها هي المستفيدة من الإنجاز، فلماذا – وعلى سبيل المساواة ب «الخطأ الفردي» – لا يكون الإنجاز أيضاً فردياً؟. إننا نعاني من خلط في بعض المفاهيم، فالتخصيص في الخطأ والتعميم في الإنجاز يعتبر غير عادل منطقياً ولا عقلانياً، لذا ينبغي وضع حد لهذه الأخطاء، وأيضاً الإنجازات، كي لا يتم تبرير تقصير الجهات ب «الفردية»، والرفع من قدر من يسرقون الإنجاز والابتكار الفردي بنسبته للجهة عامة.