مروان ومحمد ونصيب.. أحبوا البحر فتعاملوا معه بحب، وأحبوا أن يكافئوه، فأنشأوا فريق تطوع ليحموا الناس من أهواله ومخاطره.. تلك ملخص حكاية عشق بين مجموعة من الشباب المتطوعين ومحبي البحر وقاموا بتأسيس فريق تطوعي يعمل على خدمة المواطنين والمقيمين من مرتادي الشواطئ.. فما هي الحكاية؟ عن بداية تأسيس الفريق، يقول رئيس الفريق مروان سعيد الشامسي: «جاءتنا الفكرة من خلال قيامنا كغواصين بالشرقية بحملة تطوعية لتنظيف شاطئ نصف القمر في 2010، وقمنا بداية بطرح الفكرة على قائد قطاع حرس الحدود في الخبر الذي رحب بالفكرة، وشجعنا على تنفيذها. وقال الشامسي: أهم أهدافنا المشاركة مع حرس الحدود في البحث والإنقاذ والقيام بحملات توعوية وإقامة الحملات لتنظيف الشواطئ والتنسيق مع الهلال الأحمر السعودي لإقامة دورات في الإنعاش. ويضيف: كذلك نحن نتعاون مع الفرق التطوعية بالشرقية في حملات إنقاذ وبيئة وتوعوية ثقافية، مشيراً إلى قوله: نبذل مجهوداً كبيراً كفريق عمل للقيام بهذه المهمات بمساعدة أطياف مختلفة من المجتمع حسب نوعية النشاط. وتابع الشامسي: بدأنا في العمل خلال إجازة عيد الأضحى المبارك منذ عام 1431ه على مدى عشرة أيام، وتم توزيع المتطوعين بمشاركة المسؤولين في حرس الحدود، مركز الشاطئ على المواقع وقد نجحت الفكرة نجاحاً مميزاً من حيث التنظيم والأداء، فلم تحدث أي حالة وفاة. كما شاركنا في إجازة الربيع في 1432ه وأطلق على الحملة شعار (إجازة بلا غرق) ونجحنا في أن تمر الإجازة دون غرقى. ويتحدث الشامسي عن صفات المتطوع قائلاً: أهم صفات المتطوع الرغبة في مساعدة الآخرين، والتحلي بالأخلاق وحسن التعامل مع جميع فئات المجتمع، وكذلك المقدرة على حل المشكلات بصبر وثبات، والحصول على درجة كافية من الثقافة والعلم، وأن يمتلك المتطوع وقتاً كافياً للمساهمة في نشاطه التطوعي. كما يجب أن تكون لديه القدرة على العمل مع الآخرين والتحلي بروح الفريق الواحد والتكافل والتنافس المحمود، والالتزام وتحمل المسؤولية. وقال: كل هذه الصفات مطلوبة لكي يكون متطوعاً ناجحاً، وهي صفات ليس من السهولة امتلاكها، لكنها في النهاية سوف تصنع متطوعاً ناجحاً راضياً عن نفسه، لأنه في النهاية يقدم خدمة لمجتمعه، ويسهم في إبعاد الخطر عن كثير ممن يجهلون أهوال البحر والشواطئ. محمد الدوسري أحد أعضاء الفريق الفاعلين وموظف في شركة أرامكو، تحدث عن طموحات الفريق قائلاً: «أخذت الفكرة تكبر في أذهاننا وتنمو بقلوبنا حتى وصلنا إلى مبتغانا، وقد جذبت الفكرة كثيراً من الشباب الطموح من المتطوعين والمنقذين والغواصين، الذين وهبوا أنفسهم في سبيل خدمة هذا الوطن المعطاء، والمساعدة في توعية محبي البحر والمصطافين في تجنب كثير من المخاطر، وقال: عقدنا عدة اجتماعات مع المتطوعين والغواصين والمنقذين من أجل تبني هذه الفكرة، والعمل على وضع أهدافها وبرامجها وأنشطتها السامية النبيلة»، مؤكداً أن الطموحات التي يمتلكها الفريق كبيرة جداً، وقال: حققنا البداية وأمامنا كثير لنعمله. وبيَّن الدوسري رسالة المتطوع قائلاً: «المتطوع هو الشخص الذي يتمتع بمهارات وخبرات في أداء عمل خيري واجتماعي طواعية قاصداً الأجر والثواب من الله دون مقابل مادي». وأوضح نصيب الدوسري -عضو في الفريق- الخطوات المطلوبة لنجاح المتطوع شارحاً إياها من خلال: «أن يفهم المتطوع بوضوح رسالة الفريق كبداية، ثم يوكل لكل متطوع العمل الذي يتناسب مع قدراته ومهاراته، وثالثاً أن يقوم كل متطوع بالأعمال التي كُلف بها حتى يتمكن من تأديتها بشكل صحيح، وعلى الوجه المطلوب تحقيقه» مؤكداً أن أغلب مَنْ ينضمون من المتطوعين نتوفق بأن نجعله يتماشى مع سياسة الفريق والخطوات المتبعة لكي نحقق الأهداف المرجوة.