توقع خبراء في قطاع المعلوماتية ان يكون الهجوم الأخير الذي نفذه قراصنة عبر موقع "فيس بوك" واسع الانتشار من خلال صفحات مزيفة تقلد صفحة الموقع الرسمية مقدمة لموجة من الهجمات الجديدة رغم ما يعرف عن القائمين على الموقع محاربتهم للقرصنة. وكان موقع "فيس بوك" تعرض للقرصنة الأسبوع الماضي من خلال ظهور صفحة رئيسة مزيفة لخداع المشتركين به تسمح للقراصنة بالحصول على كلمات السر الخاصة بالمستخدمين، والتسلل إلى حساباتهم لدعوة المزيد من الأشخاص لدخول الصفحة المزيفة. واعتبر الخبراء ان التركيز المتوقع على "فيس بوك" يعود إلى تحويل القراصنة أنظارهم نحو مواقع التعارف التي تضم ملايين المشتركين، عوضاً عن قرصنة البريد الإلكتروني العادي. ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية عن محلل الشؤون الأمنية في شركة "سوفوس" للمعلوماتية مايكل أرجست "في العقد التاسع من القرن الماضي، كان القراصنة يستخدمون البريد الإلكتروني، أما اليوم، فالهدف هو مواقع التعارف. " وشرح أرغست رأيه قائلاً، إن الناس اعتادوا عدم التعامل مع الرسائل الإلكترونية المشبوهة التي تردهم، غير أنهم لا يفعلون ذلك على مواقع التعارف مثل "فيس بوك" أو "تويتر"، ما يفسر ارتفاع هجمات القرصنة على تلك المواقع، التي تعرضت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 6400 هجوم، مقابل 11 ألف هجوم للعام 2008 ككل. ورغم أن اختراق موقع "فيس بوك" لا يضمن للقراصنة مكاسب مالية مباشرة، إلا أنهم يسعون للحصول على كلمات السر الخاصة بالمستخدمين لإدراكهم بأن الكثيرين يعمدون إلى استخدام كلمة سر بعينها لكل المواقع التي يستعملونها، بما في ذلك حساباتهم المالية. ويمتلك موقع "فيس بوك" جهازاً أمنياً متخصصاً، يقوم بمسح حركة المشتركين، من خلال التدقيق بعدد الرسائل التي تصدر من كل حساب، فإذا ما رصدوا حركة مفرطة من حساب معين يقومون بإنذار صاحبه باحتمال تعرضه للقرصنة، وفقاً لما أوردته مجلة "تايم".