أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم يكن هناك رعاية أمريكية ورئيس أمريكي مصمم على جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة الحوار لحل الصراع وفقاً لحل الدولتين, مضيفا جلالته انه إذا ترك الأمر للطرفين بمفردهم, فلن نصل إلى نتيجة. وعبر جلالته في مقابلة مع شبكة أن بي سي الأمريكية في برنامج واجه الصحافة بث يوم أمس في ختام زيارة عمل لجلالته, هي الأولى لزعيم عربي للولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض, عن قناعته بأن اوباما يتفهم هذا الأمر جيدا. وقال جلالته للمرة الأولى, أعتقد أن الأمريكيين يمكن لهم القول بوضوح أن حل الدولتين يشكل جزءا من المصالح الحيوية الوطنية للولايات المتحدة. ولفت جلالته خلال البرنامج, الذي يحظى بأعلى نسبة مشاهدة على الساحة الأمريكية, إلى أن شعوب المنطقة يتوقعون إشارات من الولاياتالمتحدة, بعد إعلان الرئيس اوباما منهجية عمله بعد أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن والاستماع إلى ما سيقوله. وأضاف جلالته: إذا لم يكن هناك, بعد هذه الزيارة, تفهم واضح لكيفية انخراط الولاياتالمتحدة لحل المشكلة, فان النوايا الحسنة إزاء أمريكا ستتلاشى. وأكد جلالته في المقابلة انه ما لم يتم حل جوهر الصراع في المنطقة والمتمثل بالقضية الفلسطينية, فان المنطقة ستبقى تعاني من عدم الاستقرار الذي سندفع ثمنه جميعا. وفي رد على سؤال, قال جلالة الملك إن حل القضية الفلسطينية هو مدخل حل جميع قضايا المنطقة لأنها أساس الصراع وكل طرق الحل تمر عبر حل قضية القدسالمحتلة. وأشار جلالته إلى أن المتطرفين يوظفون الإحباط الناجم عن عدم حل القضية الفلسطينية وبقاء القدس تحت الاحتلال لنشر أجندتهم. وأكد جلالته أنه لا يمكن التعامل مع موضوع الإرهاب بمعزل عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية, لافتا إلى قوة مشاعر العرب والمسلمين تجاه القضية الفلسطينية. وحول موقف الرئيس أوباما لناحية التواصل مع العرب والمسلمين, أوضح جلالته أن رسالة الرئيس الأمريكي في هذا السياق ثابتة منذ تولى مسؤولياته. وقال جلالته, الذي لفت إلى أن الأردن أطلق رسالة عمان التي تؤكد على قيم التسامح للدين الإسلامي الحنيف, أن الإشارات التي أطلقها الرئيس أوباما نحو العرب والمسلمين لقيت ترحيبا كبيرا في العالم العربي, لكنه أكد أن شرط إنهاء التوتر في الشرق الأوسط يكمن في حل القضية الفلسطينية. وفي رده على سؤال حول فتح الرئيس الأمريكي لملف تعذيب السجناء في الولاياتالمتحدة, قال جلالته إن هذه قضية تعود للأمريكيين للتعامل معها, وإن ما شاهده عبر وسائل الإعلام الأمريكية يشير إلى وجود تقارير تشير إلى صحة هذه الاتهامات وأن ما يقوم به الرئيس الأمريكي هو توجيه هذه القضية نحو النظام القانوني في الولاياتالمتحدة. وأشار جلالته إلى أن التحدي الذي يواجه الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط هو التعامل بشمولية مع قضايا المنطقة, مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية هو البداية التي لا بديل عنها للتعامل مع كل القضايا الأخرى من إيران إلى باكستان وغيرها. وشدد جلالته في المقابلة أن العمل العسكري ضد إيران سيكون له نتائج عكسية وسلبية. ولفت جلالة الملك أيضا إلى أن المنطقة ستشهد فصولا جديدة من العنف إذا لم يتم حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفي سياق إقليمي عبر المفاوضات, مشيرا إلى أن الشرق الأوسط يقف على مفترق يحتم على إسرائيل أن تختار بين السلام مع الدول العربية والإسلامية أو أن تظل تعيش معزولة في عقلية القلعة. وقال جلالته إن زيارته إلى واشنطن استهدفت العمل على إعادة إطلاق مفاوضات لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين وفي سياق يعالج جميع جوانب الصراع, مضيفا أن لقائه بالرئيس أوباما كان مثمرا جدا وأن الرئيس الأمريكي يملك فهماً واضحاً لقضايا الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهه.