أطلع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عمّان امس الرئيس محمود عباس على نتائج زيارته لواشنطن الشهر الماضي والتي هدفت الى حض الولاياتالمتحدة على القيام بدور قيادي في إطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي شامل. وأكد العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني خلال اللقاء أهمية الاستمرار في تنسيق الموقف العربي من أجل التحرك بفاعلية لتحقيق تقدم ملموس على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كمدخل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال مصدر رسمي أردني ل «الحياة» إن عباس سيرافق الملك عبدالله الثاني في زيارة لمصر بعد غد لعقد قمة ثلاثية بحضور الرئيس حسني مبارك. ودعا الملك عبدالله الثاني إلى ضرورة بذل كل جهد ممكن لحشد الدعم الدولي لاتخاذ خطوات عملية وملموسة من أجل إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن ووفقاً للمرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية. وأكد العاهل الاردني والرئيس عباس ضرورة وقف جميع العمليات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصا في مدينة القدس، مشدّدين على رفض الخطوات الإسرائيلية التي تهدف الى تغيير معالم المدينة أو الاعتداء على مقدساتها أو تفريغها من سكانها عبر هدم البيوت وطرد الأهالي. كما طالب الزعيمان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في رفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية للشعب الفلسطيني هناك، وبدء عملية إعادة الإعمار في القطاع. وفي تصريحات لوسائل الإعلام بعد اللقاء، قال عباس: «محادثاتي مع الملك عبدالله الثاني تأتي بعد الجولة التي قام بها جلالته الى الولاياتالمتحدة وبعض الدول العربية، استعرضنا الأمور المهمة بعد الطرح الذي قدمه جلالته للرئيس اوباما والمؤسسات الأميركية». وأضاف: «نتابع هذه الأمور ولدينا قضايا من اجل التشاور والمتابعة في المستقبل». وعن زيارته المرتقبة للولايات المتحدة، قال عباس: «سنذهب الى القاهرة وبعض الدول العربية قبل زيارتنا الى أميركا في 28 أيار (مايو) الحالي التي سنتحدث فيها مع الإدارة الأميركية في شأن كل القضايا السياسية وشروطنا للمفاوضات في المستقبل». وتابع: «شروطنا وطلباتنا تأتي ضمن رؤية حل الدولتين ووقف المستوطنات وسياسة هدم المنازل، وهي مطالبنا ومطالب الأميركيين، من اجل استئناف الحوار مع الإسرائيليين». وزير الخارجية الاردني من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية الاردني ناصر جودة عن زيارة يقوم بها نظيره السوري وليد المعلم للاردن اليوم، من دون تقديم اي ايضاحات عن اهدافها. لكن المراقبين ربطوا بين الزيارة واعتذار المعلم عن عدم حضور اجتماع لوزراء خارجية عرب عقد في عمّان عشية زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لواشنطن وتسليمه تفويضاً عربياً للحديث مع الادارة الاميركية. وقال جودة في اجتماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عرض خلاله نتائج زيارة العاهل الاردني لواشنطن ولقائه الرئيس باراك اوباما، إن الملك عبدالله الثاني اكد للادارة الاميركية وبصورة مباشرة ضرورة الاخذ بمبدأ حل الدولتين ووقف الاستيطان والاجراءات الاحادية الجانب التي تنفذها اسرائيل، ومنها وقف الاستيطان والحفريات في القدس، وربط السلام في الشرق الاوسط بمصالح اميركا في المنطقة. وقال جودة إن الملك عبدالله اكد لأوباما ان «الصراع في الشرق الاوسط ليس صراعاً اقليمياً بقدر ما هو صراع دولي»، رابطاً مصلحة اميركا في المنطقة بضرورة العمل على التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. واشار الى ان الرئيس الاميركي اعلن التزامه حل الدولتين، «ومن الصعب جداً عليه التراجع عن هذا الالتزام الذي اكده خلال الساعات الثماني والاربعين الاولى على دخوله للبيت الابيض». وتوقع جودة ان يعلن اوباما في حزيران (يونيو) المقبل خطة عمل تجاه حل القضية الفلسطينية على اساس مبدأ حل الدولتين بعد ان يكون انتهى من لقاء كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، والرئيس حسني مبارك والرئيس محمود عباس. ولفت الى زيارات مرتقبة للعاهل الاردني الى عدد من الدول العربية والاجنبية يبدأها بمصر وألمانيا الاسبوع الجاري.