بعد أشهر من اتهام المعارضة النظام السوري والعراق بإرسال مقاتلين إلى سوريا، أقر أحد العائدين من القتال في سوريا بأن معسكرات تدريبية أقيمت لمجموعات من المتطوعين ذهبوا للقتال هناك، فيما تكتظ شوارع العراق بصور العشرات من الذين قضوا في القتال الدائر في سوريا. وأكد المقاتل العراقي العائد من سوريا، ويدعى أبو جعفر، أن مئات من المقاتلين العراقيين يحيطون بمرقد السيدة زينب جنوبدمشق ومراقد أخرى. وتقاتل مجموعات عراقية في سوريا بدعوى حماية المراقد المقدسة عند الشيعة. وتملأ صور الشبان العراقيين الذين قضوا في سوريا شوارع العاصمة العراقية بغداد، ويعتبرهم البعض مناضلين ذهبوا للدفاع عن مقدسات شيعية تهدف المعارضة السورية للإساءة لها بحسب قولهم، بينما يؤكد الجيش الحر أن المجموعات العراقية تحمي نظام الأسد تحت غطاء مذهبي. ووفقا لأبو جعفر، فإن وسطاء سوريين يتواصلون في الداخل العراقي مع من يريد القتال في سوريا لتأمين الطريق لهم وما يتبع ذلك من تدريب وتسليح. وتعتبر بلدة "السيدة زينب" السورية منطقة استراتيجية، إذ تفصل بين مناطق سيطرة الثوار في كل من الجنوب الشرقي والغربي لغوطة دمشق. ورغم أن الشيعة في سوريا لا يتجاوز عددهم 2% من عدد السكان، لعبت كل من لبنان والعراق دورا هاما في إعطاء الصبغة المذهبية للقتال الدائر في سوريا، عبر إرسالهما مقاتلين شيعة، وهو ما لعب دورا أساسيا في المعارك الأخيرة خاصة في كل من القصير وتلكلخ، اللتين سقطتا في أيدي قوات النظام المدعوم بقوات حزب الله بعد معارك ضارية مع الجيش السوري الحر، ولا سيما في القصير. وقلل معارضون سوريون من استيلاء النظام السوري على مدية تلكلخ، باعتبار أن قوات الأسد كانت تقيم عشرات الحواجز الأمنية بها وتسيطر على معظم مفاصلها.