الرياض- الوئام: كشف مصدر رفيع المستوى في “التيار الصدري” بأن المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي طلب من المرجعين الشيعيين علي السيستاني المقيم في مدينة النجف العراقية وكاظم الحائري المقيم في مدينة قم الايرانية, إصدار “فتوى الجهاد” في سورية ضد تنظيم “القاعدة” والجماعات التكفيرية. وحذر المصدر الصدري من ان هذه الفتوى لو صدرت ستؤدي الى نتيجتين خطيرتين: الأولى, فتح الحدود العراقية – السورية امام آلاف المقاتلين الشيعة, والثاني إلزام الحكومة العراقية السماح للقوات الايرانية بالتدخل العسكري إذا اقتضت الظروف للدفاع عن نظام بشار الاسد. في سياق متصل, دعا ائتلاف “العراقية” برئاسة اياد علاوي, وهو ثاني اكبر كتلة سياسية في البرلمان, رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة في بغداد الى اتخاذ موقف شجاع لمساندة الثورة السورية. وقال النائب في “العراقية” مطشر السامرائي في حديث له مع صحيفة ̄”السياسة” ان “التحالف الشيعي” أضاع فرصة تاريخية عندما اتخذ موقفاً مشككاً بالثورة السورية وموقفاً مشابهاً للخطاب السياسي الايراني الذي يتهم المعارضين السوريين بأنهم ارهابيون وبأنهم أدوات بيد مؤامرة خارجية ضد نظام الاسد. واضاف “كان امام التحالف الشيعي وامام المالكي فرصة لكي يثبتوا للعراقيين و للعالم ان الشيعة في العراق ضد ديكتاتور سورية حتى وان كان هذا الديكتاتور من الطائفة العلوية, ولو اتخذ مثل هذا الموقف فإن تأثير ذلك على العملية السياسية العراقية سيكون ايجابياً للغاية, لكن الفرصة لن تعوض وما اخشاه ان الوقت فات على اتخاذ هذا الموقف التاريخي”. واشار النائب الى ان العراق خسر من وراء موقف التحالف الشيعي من الازمة السورية علاقاته الجيدة مع دول الخليج العربي وتركيا ودول كبيرة في العالم التي لن تنسى تبعات هذا الموقف, ولذلك فإن القادة الشيعة العراقيين سيدفعون ثمناً باهظاً لمواقفهم المساندة للأسد, لأن ما يحصل في سورية حصل بالفعل مع ديكتاتور العراق صدام حسين بالأمس البعيد وكلا الشعبين العراقي والسوري انتفضا على اسوأ نظامين وابشع ديكتاتوريين, بشار وصدام. وحذر السامرائي من مخطط طائفي يعد من قبل جماعات متطرفة من النظامين الايراني والسوري لتفجير المرقدين الشيعيين للسيدة زينب في ريف دمشق والسيدة رقية في قلب العاصمة السورية بالقرب من سوق الحميدية. واضاف ان السيناريو العراقي ربما يتكرر في سورية, ففي يونيو العام 2007 هاجمت عناصر متطرفة مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء شمال بغداد وادى ذلك في حينه الى مواجهات بين السنة والشيعة, ولذلك هناك خشية ان يقوم متطرفون ايرانيون بتفجير مرقدي السيدتين زينب ورقية بنفس الطريقة, بهدف احداث فتنة طائفية داخل سورية قد تمتد الى العراق خاصة اذا سارت الاوضاع على الارض باتجاه انهيار النظام السوري, ويكون الهدف الرئيسي من هذا العمل هو الزج بالحكومة العراقية والتحالف الشيعي الى معركة الدفاع عن الاسد تحت عنوان حماية المراقد الشيعية المقدسة في سورية. من جهته, قال النائب في التحالف الوطني الشيعي محمد الهنداوي ل ̄”السياسة” ان تحالفه طلب من العراقيين الشيعة الحد من زيارة مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق بسبب تردي الظروف الامنية والمخاطر المحتملة على حياتهم, مضيفاً ان هناك مخاوف جدية من قيام متطرفين ارهابيين من المعارضة السورية بتفجير وهدم المرقدين وان ذلك لو حصل سيؤدي الى تداعيات سياسية وامنية داخل العراق منها اتخاذ مواقف اكثر صرامةً في التعامل مع المعارضين السوريين. واشار النائب الهنداوي الى ان متطوعين من الشيعة يتولون حالياً تأمين سلامة المرقدين, غير ان مرقد السيدة رقية ربما يكون آمناً أكثر لوقوعه في وسط دمشق بخلاف مرقد السيدة زينب الذي يقع في ريف دمشق وسيكون الاكثر عرضة للتهديد. واكد النائب الشيعي ان التشابه في الموقفين والخطابين بين ايران وبين قيادة التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية لا يعني بالضرورة وجود تنسيق مشترك بين الطرفين حيال الازمة السورية, لكن الامر يبدو في حقيقته ان حكومة المالكي غير مطمئنة للثورة السورية والفصائل المسلحة المنضوية تحت لوائها.