أكدت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن عددا من الأحزاب والتكتلات الشيعية في العراق، لجأت إلى تفويج مقاتلين لمناصرة نظام بشار الأسد، عبر رحلات جوية على متن الخطوط العراقية. وذكرت المصادر أن كتائب حزب الله في العراق، إضافة إلى تشكيل "أبوالفضل العباس"، و"عصائب أهل الحق"، تعمل على إرسال مجاميع من الشباب للقتال في سورية. وطبقا لمصدر دبلوماسي، فضل عدم الإفصاح عن هويته"، فإن تفويج مجاميع المقاتلين يتم عبر الخطوط العراقية، تحت غطاء زيارة الأضرحة والمزارات الشيعية في سورية، فيما يوصف ب"رحلات العمرة إلى الديار المقدسة". وحسب المصادر تقوم الطائرات العراقية بنقل المقاتلين عبر خط سير بغداد - دمشق، ومن ثم تقلع لمواقع ومدن سورية أخرى تحوي أضرحةً ومزارات شيعية، وتحمل حينها الطائرات المعتمرين فقط، بعد أن تكون قد أنزلت المقاتلين في مطار دمشق للتمويه على مشاركتهم وزجهم في معارك سورية. وقالت المصادر "حين عودة الطائرة بعد أن تنزل المعتمرين في المناطق التي تحوي مزارات شيعية، تكون قد حملت المجازين من القتال، أي من شارك في القتال، ليعود إلى العراق برفقة معتمرين حقيقيين، للتغطية على مشاركة المقاتلين العائدين". ويهدف هذا التمويه لعدم إحراج حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، بدعمه لنظام الأسد. وذكر المصدر الدبلوماسي أن "هناك مجاميع أخرى من المقاتلين يتم تفويجها عبر منفذ "الوليد الحدودي العراقي، وتحمل هذه المجاميع مساعدات عبارة عن مواد غذائية، يتم صرفها للعوائل القاطنة قرب المزارات الشيعية خصوصاً مرقد السيدة زينب". وبعيدا عن المقاتلين القادمين من العراق، تشير المعلومات إلى أن من يدير مطار دمشق الدولي ويشرف عليه، هم فرق من قوات الحرس الثوري الإيراني، فيما ذكرت المعلومات "أن من يقوم بتنفيذ الطلعات الجوية عبر المقاتلات السورية هم طيارون إيرانيون، يستهدفون الثوار انطلاقا من مطاراتٍ عسكرية سورية. وطبقا للمعلومات، فإن المقاتلين أو "اللجان الشعبية" كما تسميهم الحكومة السورية، الذين يتمركز عملهم حول حماية المراقد المقدسة، يتقاضون نحو 400 دولار أميركي، وأغلبهم من العراقيين القاطنين قرب مرقد السيدة زينب. ويصرف لهم إضافة إلى المبلغ المالي، بندقية كلاشنكوف، وما يُعرف ب"الباجات" أي جعبة حمل الذخيرة والسلاح، لرصد دخول ما وصفتهم الوثيقة ب"الدخلاء الغرباء" أي الثوار لتلك الأحياء.