كشفت مصادر قريبة من حركة "حزب الله" في العراق بزعامة عيسى جعفر ان الاستعدادات مستمرة لتشكيل جيش من المتطوعين لقتال القوات الاجنبية التي يمكن ان تتدخل في سورية لإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت المصادر ان عملية تجنيد وتسجيل المتطوعين بدأت مع مطلع العام الحالي بشكل فعلي ومنظم, وتهدف إلى تصنيف المتطوعين في مجموعات قتالية وتدريبهم على حرب المدن, مشيرة إلى أن عمليات التدريب تجري في معسكرات في صحاري محافظات ميسان والديوانية والسماوة والكوت. واضافت المصادر ان "فيلق القدس" التابع ل ̄"الحرس الثوري" الايراني يشرف على تمويل حملة التجنيد لمتطوعين من المدن والاحياء الشيعية داخل العراق, لكي يكونوا جاهزين للتوجه الى سورية في حال ساءت الاوضاع الداخلية وتدخلت قوات غربية في هذا البلد. وكشفت المصادر أن التعليمات صدرت بإعداد نحو مئة الف مقاتل بينهم عناصر وقيادات من "فيلق القدس" الايراني ومتطوعين من الحركات العسكرية الشيعية, وأبرزها: "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر, و"حزب الله" العراقي, و"الرساليون", و"منظمة بدر", و"جند الامام", وخلايا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي المنشق عن "جيش المهدي". وبحسب المعلومات, يختار "فيلق القدس" الايراني بعض المجموعات العراقية الجهادية لتدريبهم على بعض الصواريخ والاسلحة الايرانية التي تشكل دعماً لوجستياً لأي تحرك لضرب القوات الاجنبية المفترض تدخلها في سورية. واوضحت المصادر أن إيران اتخذت قرار تجهيز جيش من المقاتلين الشيعة للدفاع عن نظام الأسد, بعد ورود معلومات استخباراتية إليها بشأن قيام دول غربية, في مقدمها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا, بوضع خطط للتدخل العسكري في سورية. وأفادت بعض التقارير أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تلقى معلومات من بعض الأجهزة الامنية عن استعدادات لتشكيل "جيش الامام الحسين" لمقاتلة القوات الاجنية في سورية, إلا أنه تحفظ على الموضوع, مؤكداً أنه يفضل الجهود السياسية والديبلوماسية لإسقاط خيار التدخل العسكري في سورية. ونقلت بعض الاوساط المطلعة عن المالكي انه متفائل بنجاح مبادرة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان, وبالتالي لن تكون هناك أي حاجة لجيش متطوعين لمساندة نظام الأسد. ورغم تأكيد القمة العربية التي عقدت في بغداد الخميس الماضي رفض أي تدخل خارجي في سورية, إلا أن الاستعدادات استمرت لتشكيل "جيش الامام الحسين". وأفادت المعلومات ان القوى التي تتولى اعداد هذا الجيش ابلغت المالكي ان بيان قمة بغداد لا يكفي لوقف اي استعدادات لمواجهة التدخل الخارجي المحتمل في سورية. وفي هذا الاطار, أكد زعيم "حركة حزب الله" في العراق عيسى السيد جعفر ان المقاتلين الشيعة سيملأون سورية إذا حاولت اي قوات اجنبية التدخل لإسقاط النظام. وخلال نقاشات بين قوى شعبية وسياسية شيعية في العراق بشأن جيش المتطوعين, أكد بعض المشاركين ضرورة صدور فتوى من المراجع الدينية الشيعية العليا في النجف تجيز قتال القوات الأجنبية المفترض تدخلها في سورية, فيما حذر آخرون من أن الوضع الداخلي في العراق وحجم الخلافات بين الكتل السياسية لا يساعد على انجاح عملية ارسال المتطوعين الى سورية, وانه يجب البحث عن خيارات اخرى. قوى شيعية اخرى شككت بنجاح إرسال جيش المتطوعين الى سورية, لأن المناطق السنية المحاذية للحدود السورية لن تسمح بمرور اي قوافل متطوعين شيعة, واذا تم ذلك بالفعل ربما تشتعل حرب اهلية داخل العراق لأن السنة لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيرسلون مقاتلين لمحاربة نظام الاسد ومواجهة المتطوعين الشيعة. إزاء هذا الوضع, يبذل المالكي جهوداً حثيثة في الوقت الحالي لوقف عملية تشكيل "جيش الإمام الحسين", كما أعلن رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي" عمار الحكيم رفضه التام لهذه الخطوة, محذراً من انها ستؤدي إلى تقسيم العراق واشتعال المنطقة. وتنقسم القوى السياسية والدينية الشيعية في العراق إلى فريقين: الأول مدعوم من ايران يؤيد المضي قدماً بتشكيل "جيش الامام الحسين" ولا تهمه وحدة العراق واستقراره, والثاني يعارض هذا التوجه بقوة ويقترح ترتيب اتصالات ولقاءات مع فصائل المعارضة السورية من بينها "الجيش السوري الحر", وربما تكليف شخصيات سنية عراقية بارزة بهذه الاتصالات وتهيئة الشارع الشيعي العراقي لقبول اي نتائج انتخابات في المستقبل تطيح "حزب البعث" السوري وعائلة الأسد عن الحكم, وفق مبادرة أنان, من دون الانجرار الى ردود أفعال ثورية إذا سقط نظام الأسد عبر صناديق الاقتراع.