حذر رجل الأعمال السعودي المحرر من قيود واحتجاز العصابة المسلحة في نيجيريا حمدان بن طوالة نظراءه رجال الأعمال السعوديين والسياح، من مغبة السفر دون إشعار للسفارات السعودية بذلك، وأخذ الإذن في دخول الدول التي تعاني من وجود تكتلات عصابية مسلحة. وقال ابن طوالة للزميل متعب العواد وتم نشرة في «عكاظ»، فور وصوله مطار الملك خالد الدولي أمس، «نجوت بأعجوبة من مافيا مسلحة، ولم أكن متخيلا أن يحدث لي مثل هذا الموقف، وقد خيل لي في بداية الأمر أن رؤية الحراس المدججين بالأسلحة في كل مكان أقرب للخيال منه للحقيقة». وأضاف «تعاملت مع العصابة بعد ست ساعات من الاختطاف بلطف، وكنت حذرا في التعامل معهم لوجود حراس من صغار السن، وبدأت في الحديث معهم عن الدين الإسلامي، واحترام الأديان الأخرى، وأن هذا العمل مخالف لكل الأديان، ويسيء لبلد كبير مثل نيجيريا، بل ويعكس صورة سيئة عنه أمام العالم أجمع، فكانت نظراتهم لي حماسية، وقال أحدهم نعرف ذلك، لكن هذا عملنا في المافيا مع الأجانب ورجال الأعمال من مختلف الدول، فلا تخف من ذلك، فمن يحبك سيمنح لك المال». وأضاف ابن طوالة، «كانت عائلة رئيس العصابة تتواجد معنا في الموقع، وحرصت في التعامل معهم بحذر، وكان من ضمن أفراد العائلة شقيقة رئيس العصابة «ممرضة» التي أبدت تعاطفها معي بشكل جيد، ففي اليوم الرابع من الاختطاف، كانت تحرص على تفريغ سلاح الحراس من الذخيرة، وتحذرهم من رفع السلاح في وجهي، وسجلت موقفا إنسانيا بعد أن قالت للحرس الرجل مريض بالضغط والسكر، وفي حالة ترهيبه سيموت، وبالتالي لن تحصلوا على الفدية». وزاد رجل الأعمال، «تحصلت لي فرصتان للهرب بعدما اطلعت على محتويات الشقة ومخارجها وطريقة الوصول لشارع، ولكن بعد التفكير المتواصل بأن الشارع يضم عصابات أكبر، فضلت البقاء داخل الشقة وتمرير رقم لوحة السيارة إلى شقيقي عن طريق الجوال، الذي كان له الفضل في التواصل مع السفارة السعودية بشكل دقيق لحظة بلحظة، بعدها سلمت الأمر لله سبحانه، وبدأت صلاة التهجد ليلا ونهارا، وقراءة القرآن الكريم عبر مصحف صغير كنت أحمله في جيبي، وفي اليوم السابق لتحريري كنت أمام النافذة المطلة على الشارع، فوجدت شخصا مدنيا نيجيريا أمامي توقف لحظات وهو يطالعني ويتفحص ملامحي، فتبادر إلى ذهني أنه رئيس عصابة جديدة ربما يريد عملية خطفي، وأغلقت النافذة، وعدت لأداء الصلاة، وبعد لحظات فتحت النافذة، لأجد ذات الرجل حاملا سلاحا، فقلت له باللغة الإنجليزية لماذا أنت هنا، فرد قائلا لا تخف نحن الأمن، وطلب مني الدخول وإغلاق النافذة، وعلى الفور نفذت ما يريد»، وأفاد ابن طوالة «بعدها بساعات حوصرت الشقة السكنية من جميع المنافذ، وألقي القبض على رئيس العصابة الذي كان يرتدي الزي الإماراتي والحراس والممرضة، ومن ثم دخل رجال أمن الاستخبارات العامة السعودية ورجال الأمن النيجيري، إلا أن رئيس العصابة تمكن من الإفلات وهرب إلى جهة غير معلومة». وأوضح المختطف «عندما خرجت برفقة أفراد أمن السفارة السعودية والأمن النيجيري، التقيت مدير الأمن النيجيري المسلم، وقال لي نجوت بأعجوبة، بل قال أنت معجزة في تاريخ المافيات والعصابات المسلحة هنا في نيجيربا، فآخر عملية تحرير لنا لمختطف فرنسي مكث أربعة أشهر، ودفعت له الفدية لإخراجه، لكن الفرق أن الأمن السعودي في السفارة السعودية يتمتع بقدرة هائلة على التعامل مع عمليات الاختطاف، والتواصل السريع والتتبع الدقيق في جمع المعلومات، والذي بدوره ساعد الأمن النيجيري في تحريري، وأكد مدير الأمن النيجيري لي خلال حديثه أن حالات الخطف وصلت نهاية الشهر الماضي إلى أكثر من 300 عملية، نفذتها عصابات مافيا في نيجيريا بحق رجال أعمال وسياح من مختلف دول العالم، ولم يطلق سراح أحدهم إلا بعد دفع الفدية، حيث إن البعض منهم مكث أسيرا لفترات طويلة امتدت البعض منها إلى عام كامل». وكشف ابن طوالة عن أن السفارة السعودية في نيجيريا تلقت تهديدا من قبل عصابة مافيا مسيحية قبل عملية اختطافه، حذرت خلاله باختطاف وقتل رعايا سعوديين، إلا أن الأمن السعودي تصدى لتهديداتهم برد فعل قوي، أثبت خلاله قدرته على حماية أمن الرعايا والسياح ورجال الأعمال. وأشار الطوالة أنه يحمل نفسه جزءا من الخطأ نتيجة عدم التنسيق المسبق مع السفارة، بداعي الزيارة لمدة يومين لطبيب متخصص في العلاج الطبيعي، ومن ثم العودة، وقال «طيبتنا وحسن الظن مع السعوديين كان حاضرا معي، ولكن كانت رسالة سفير خادم الحرمين الشريفين في نيجيريا مؤثرة علي عندما قال نحن حملنا أمانة من خادم الحرمين الشريفين التي تقتضي الاهتمام بالمواطن السعودي خارج البلاد، والحرص على سلامته، فالمواطن لدى خادم الحرمين الشريفين هو الأساس الأول من وجودنا كسفراء لبلد الخير والنماء»، وشدد ابن طوالة «على الشعب السعودي الاعتزاز برجال الأمن العاملين في السفارات السعودية، إزاء تفوقهم على دول أوروبية في تحرير رعاياهم، لا سيما في دولة مثل نيجيريا التي تغص بالعصابات».