أن الاصلاح و الحركة في خط تغيير ما هو خطأ بما هو صواب , أمر مطلوب لتجديد حيوية المجتمعات و الدول في سيرها و مسيرتها نحو الحضارة الحقيقية , و الرفاهية للانسان. في الواقع الكويتي , تتحرك قضية الاصلاح كشعار مطروح علي الساحة منذ فترة ليست بقليلة , و هذا الشعار جميل و خلاب. و لكن المطلوب كويتيا, بأعتقادي المتواضع , هو الحركة في خط التطبيق لهذا الشعار علي أرض الواقع المعاش , لكي يتفق الشعار مع الحركة الواقعية علي الارض. و لكن كيف يمكن التطبيق علي الارض؟ و ماهو المفتاح لبداية الاصلاح؟ أتذكر هنا , و في هذا الصدد , جملة مؤلمة قالها المناضل الكويتي الرائع الاخ حمد الجوعان , وهي كانت كالتالي: أذا طبقنا من هذا الدستور عشرة بالمائة فقط لكنا كلنا بخير , و كان يرفع دستور 1962 في يده , و كان ذلك في ندوة لجمعية الثقافة النسائية في الخالدية, ضمن نطاق حواري حول حقوق المرأة السياسية , و كان الاخ الصديق المرحوم سامي المنيس حاضرا مع العديد من القوي الوطنية الديمقراطية الكويتية كالدكتورأحمد الخطيب و غيره من الشخصيات و الفعاليات الكويتية. أن العبارة التي ذكرها الاخ حمد الجوعان بألم و بحسرة المناضل المحب لوطنه , هي موضع الالم , و نقطة البداية , الذي يجب أن ننطلق منها أذا أردنا أصلاحا حقيقيا واقعيا , كحركة علي ألارض تطبق الاصلاح الحقيقي. أن مشكلتنا ككويتيون أننا أبتعدنا عن الدستور ألذي أرتضيناه كأسلوب للحكم و كقاعدة للتفاهم و الحوار الموضوعي بيننا ككويتيين. و أستبدلنا الدستور , بعقلية القبيلة و الطائفة و العائلة , و الانانية الشخصية للفرد , بغض النظر عن مصلحة الوطن الغالي. أن الدستور مجمد من التطبيق نتيجة للقوانين المناقضة للمبادي الاساسية الموجودة في دستورنا السجين(أذا صح التعبير). أن الحركة علي أرض الواقع , الصانعة للتغيير المؤدي الي الحضارة و ألي أستمرار الرفاهية و البحبوحة للأنسان الكويتي علي مدي زمني طويل , هي الشيء الذي نريده للوطن ...كل الوطن . هذه الحركة هي ما ستجعلنا بخير , لأجيال قادمة و.... قادمة , و هي ما ستنجز الاصلاح الحقيقي , و تطبيق الدستور بألغاء القوانين المناقضة للدستور هي المفتاح لبداية الاصلاح الحقيقي. الدكتور عادل رضا [email protected]