تراجعت أسواق الأسهم الخليجية بقوة بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الابقاء على سقف الانتاج من دون تغيير وفي ظل استمرار تراجع اسعار النفط الخام. وتراجعت الاسهم السوق السعودية الاكبر في العالم العربي بقوة وأغلق مؤشرها على هبوط يبلغ 430 نقطة بنسبة 4.76% وصولاً إلى 8624 نقطة. وكانت البورصات العالمية تلقت بشكل إيجابي خبر إبقاء أوبك على سقف انتاجها وبالتالي توجه الاسعار الى مزيد من الانخفاض، ما يسهم في تحفيز الاقتصاد العالمي. من جهته أكد مدير الصناديق بشركة بيت المال الخليجي خالد كرم أن على هيئة سوق المال السعودية توفير أدوات ومنتجات استثمارية تعمل على خلق توازن في أسعار الأسهم، فمن غير المنطق الاستفادة فقط من السوق في حالة الارتفاع، بينما يمكننا الاستفادة من السوق أيضاً في حالة الانخفاض عن طريق إيجاد صناديق "تحوط" التي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على توازن السوق سواء كان السوق مرتفعاً أو العكس، معتبراً أن من شأن مثل هذه الصناديق لعب أدواراً مهمة في توازنه ومنطقيته، ومطالباً بسرعة تطبيقها في أقرب وقت. وعن رأيه حول موجة الانخفاض التي يمر بها السوق الآن أوضح خالد كرم أن ما يحدث في سوق الأسهم حالياً بختصار هي ردة فعل "نفسية" لما يدور من أحداث في أسواق البترول العالمية ونزول خام برنت إلى أقل من 75 دولاراً، حيث يعتبر أدنى مستوى سعري له منذ أربع سنوات، مشيراً إلى أن موجة الانخفاض في أسواق الأسهم شملت جميع دول الخليج معللاً ذلك باعتماد هذه الدول على البترول كدخل رئيسي وبالتالي انكعس ذلك على المتعاملين في السوق. خالد كرم إبراهيم السبيعي سالم باعجاجة غسان بادكوك بدوره قال المحلل المالي غسان بادكوك إن تأثيرات المخاوف من التغيرات العالمية وخصوصاً ما يتعلق منها بتراجع أسعار النفط واحتمال تأثيرها في الميزانية القادمة أثر بشكل كبير على المستثمرين وخصوصاً الشريحة الصغيرة والمتوسطة منهم بعكس شريحة كبار المستثمرين أصحاب النظرة طويلة الأمد وبالتالي ما نراه من تذبذب هو انعكاس لتلك المخاوف. وأشار بادكوك إلى أن الاقتصاد الوطني قوي للحد الذي يعي معه العارفون أن الأوضاع الحالية لا تمثل أدنى تهديد له وذلك بفضل الدعم الاحتياطي النقدي المرتفع الذي يحظى وبالنسبة لسوق الاسهم فمن المؤكد أننا سنشهد في المرحلة القريبة انعكاسات إيجابية على المؤشر ولكن ليس إلى حد المستويات العالية التي سجلها مؤخراً. وقال ل"الرياض" المحلل المالي وأستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم سعيد باعجاجة إن رعب وتخوف صغار ومتوسطي المساهمين والذي يمكن وصفه بالمبالغ فيه إثر قرار أوبك بعدم خفض الإنتاج وما يشهده سوق النفط من تراجع في الأسعار كان لهما تأثير سلبي قوي على أداء السوق أمس، مشيراً إلى أن تأثير نزول أسعار النفط إلى أقل ما يمكن حسب التوقعات المتشائمة له وهو سعر 60 دولارا لن يكون له كثير الأثر على اقتصاد المملكة القوي. وقال إن تحوط وحرص شريحة كبيرة من المساهمين خصوصا الصغار والمتوسطين كان واضحاً في أداء الأمس، ولكننا لا نتوقع أن يستمر الهبوط إلى ما دون 8500 نقطة، ونأمل أن نرى السوق يعاود وتيرة الارتفاع. بدوره قال ل"الرياض" المصرفي إبراهيم بن عبدالله السبيعي إن التغيرات التي يشهدها اقتصاد العالم ككل وأيضا الاقتصاد المحلي تلعب هي الأخرى دوراً مؤثراً في التذبذب والانخفاض الذي نراه وخصوصا فيما يتعلق بأسعار النفط وتذبذبه، ولكن بكل تأكيد إن اقتصادنا في المملكة قوي وذو مصادر متعدده تغلبت في السابق على مؤثرات أقوى وأشد مما يمر به العالم الآن ولن تطول فترة عدم الاستقرار المشاهدة حالياً وبكل تأكيد إن النظرة المستقبلية سواء بالنسبة لأسواق المال أو غيرها من القطاعات الاقتصادية هي نظرة إيجابية تتطلب عدم التسرع في الوقت الراهن وعدم التوسع في سوق المال بشكل مندفع.