تجيد مسرحية "5" استلهام فكرتها من الجيل الشاب بل وتتفوق في التعبير بلغتهم والأهم وفق شروط الأعمال المسرحية الحديثة والمبتكرة. العرض الذي يختتم اليوم الأحد بعد افتتاحه مساء الجمعة، يعد بلا شك أنضج ثمار برنامج إثراء الفنون الأدائية والمسرحية التابع لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في تعاونه مع مسرح الشباب الوطني البريطاني (NYT). ويدور العرض المسرحي الذي أخرجه الفنان الإنجليزي (Peter Collins)، حول حكاية خمسة شبان سعوديين يتعرفون على بعضهم من خلال لعبة فيدو (أونلاين)، لتقترح عليهم مصممة اللعبة (زاكية) القيام بمهمة البحث عن كنز في عرض الصحراء، إلا أنهم يتيهون ويتعرض يعضهم لخطر الموت، لنكتشف أن اللعبة التي كان هدف دخول الشباب إليها التميز والمغامرة لم تكن سوى خدعة من أحد اللاعبين الخمسة، من أجل كسر الروتين اليومي الممل لشباب ليس له من متنفس ترفيهي واجتماعي، غير "الاغتراب" بين عوالم التكنولوجيا الافتراضية. في عرض "5"، نلاحظ، أيضاً التناقض بين الشخصية الافتراضية للأصدقاء وشخصياتهم الحقيقية، فالزعيم داخل اللعبة، يتضح أنه يافعٌ ضئيلٌ جسدياً، لم يجتز الخمس عشرة سنة؛ كما تُظهر لنا المسرحية بوضوح وهي تتحرك في منطقة العولمة الاتصالية (العاب الأونلاين)، بأن الجيل الجديد من الشباب، يكون معارفه وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية في معزل عن التصورات التقليدية للمكونات الاجتماعية من حيث اختلاف المناطق والقبائل والمذاهب، فالأصدقاء الخمسة في المسرحية القادمون من مدن سعودية مختلفة، وحدتهم لعبة أدمنوها ولغة عصر تكنلوجي احترفوه. أما على المستوى الفني، فكان الإبهار والحركة وتصميم السينوغرافيا وأداء الممثلين الموفق والتحكم بحركة المجاميع وتصميم رقصات المشاهد الأخيرة مع الموسيقى والمؤثرات البصرية والصوتية، أهم سمات نجاح مسرحية "5" وهي تحقق فرجة مسرحية متفاعلة من جمهور اجتاز الألف متفرج. معتمدة على مجاميع تمثيلية بلغت ال"60" شخصاً بينهم "16"ممثلاً سعودياً من أصل عشرين ممثلا في العرض الذي شارك فيه الممثلون الشباب الانجليز وإن كان ظهورهم في العرض ثانوياً، في الوقت الذي كان من الممكن استبدال ممثل سعودي من الخمسة بواحد إنجليزي لتأكيد البعد الكوني للحكاية التي تدور في زمن العولمة الاتصالية. مسرحية "5" التي عرضت في مسرح إثراء المعرفة بالظهران، سوف تكون دون شك، علامة فارقة، لتقديم عرض سعودي انجليزي حديث، يستحق أن يعرض في أكثر من مدينة بوصفه يقدم وعياً جديداً لما يفترض أن يكون عليه فن التجريب المسرحي الجديد. الليلة المسرحية أيضاً شهدت، إلقاء الفنان السعودي عبدالإله السناني، كلمة المسرح والمسرحيين، مثنياً بدور شركة أرامكو السعودية في " دعم الثقافة والعلم والعمل. مضيفاً: " بكم يا رموز النماء نجدد العهد دوماً بمعطيات الفنون المحرضة على الإبداع وابتكار الجديد فأنتم القدوة في كيف لحال مجتمعنا أن يكون. عبدالإله السناني ملقياً كلمته