الإسلام حينما جاء أوجد العدالة والمساواة، ونبذ كل ما من شأنه هدم وحدة الصف، وأقر مبدأ عظيما من أهم مبائه هو أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح ليلغي الفوارق الطبقية والعصبية بين الناس فهم أمام الإسلام سواء، وهذا ما أشار إليه قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجلعناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى). لكن المؤسف والمؤلم في هذه الأيام الصعبة التي تمر بأمتنا الإسلامية المجيدة ما تنتهجة بعض وسائل الإعلام لاسيما المرئي منها والمتمثل في القنوات الفضائية، وخاصة الشعبية التي تقدم برامج متعددة لكنها تسلك من خلالها هدم الوحدة الوطنية وتفكيك المجتمع، وبث العنصرية القبلية الجاهلية التي نهى عنها الإسلام بعد مجيئة من خلال برامج منبوذة وخطيرة تحمل لواء التعصب القبلي المقيت، ليس للكبار فحسب، بل امتد ليصل إلى صغار السن أيضا حتى أصبح لدينا بعض الرموز الرقمية التي تتباهى بها قبيلة على القبائل الأخرى في تكريس واضح وصريح لمبدأ التعصب. إن وسائل الإعلام تعد من أهم القنوات التي تسهم في تشكيل الصور الذهنية في أذهان الناس وتكوينها، كما تعد من أكثر وسائل التربية انتشارا في المجتمعات، وأبلغها أثرا على الناس، ومن هذا المنطلق فإن الإعلام المتمثل في القنوات الفضائية سلاح ذو حدين، فهو يمكن أن يستخدم في الهدم والتخلف متى ما استخدم في أمور خاطئة كإثارة النعرات والتعصب القبلي، وترويج الشائعات والشبهات، أو المتاجرة بجسد المرأة... كما يمكن أن يستخدم في البناء متى ماكان هدفه مرضاة الله عزوجل من خلال ما يصدر عنه من برامج، بالإضافة إلى كونه أداة إصلاح وتوجية تتعرف على مشاكل ومعاناة الأفراد، وتسعى لإيجاد الحلول اللازمة لها، وأن تظهر محاسن الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، وأن تبصر الناس بالغزو الفكري الماكر واخطاره الفادحة على كافة أطياف المجتمع صغارا وكبارا من خلال زرع العنصرية وتمزيق اللحمة الوطنية. إن أهم ما يميز بلادنا المباركة هو تطبيقها للشريعة الإسلامية الغراء، هذه الشريعة التي اتخذها الوالد الراحل المؤسس لهذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية) الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه، الأمر الذي جعل هذه البلاد تتمتع بنعمة الأمن والأمان الذي نعيشه في دولتنا العظيمة وتحسدنا عليه دول أخرى من خلال وحدتنا حول قيادتنا، والوقوف أمام كل من يحاول النيل منا بدحره من خلال دستورنا العظيم ( الشريعة الإسلامية المجيدة ).