من الأمور البغيضة والتي تفرق المجتمعات وتخلق الصراعات بين أفراد المجتمع الواحد العصبية القبلية نظير هتافات جاهلية نهى عنها الإسلام ، هذه العصبية التي جاءت مؤخرا من خلال القنوات الفضائية التي كان الأحرى بها أن تكون رافدا من روافد الألفة والتلاحم بين أفراد المجتمع بعيدا عن الانتقاص من الأخرين من خلال نظرة دونية لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد . هذه القنوات الفضائية التي تدعو للعصبية أصبحت خطرا يهدد المجتمعات نظير ما يدور من تراشق وانتقاص من الأفراد بعضهم لبعض في المناسبات ، وأماكن العمل العامة والخاصة ، والمدارس ... ليس هذا فحسب بل وصل الأمر بهم إلى وضع شعارات ورموز وأرقام زائفة للتباهي المريض الذي لا يعون خطورته المميتة الداعية إلى التحزب القبلي الذي يهدم الوحدة الإسلامية والوطنية متناسين قوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة) وقوله صلى الله عليه وسلم (لافرق بين عربي وأعجمي وأبيض وأسود إلا بالتقوى) فالإسلام حينماجاء جاء موحدا للأمة ونابذا لكل ما يفسد فرقتها ويدعو لتشتتها حتى لا يتيح للأعداء خلخلة هذه الأمة المجيدة من خلال عمل عنصري بغيض ، هذه الوحدة الإسلامية التي جاءت في أعظم وأسمى خطاب شهدته البشرية متمثل في خطبة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينما صان فيها صلى الله عليه وسلم حقوق الناس وكرامة الإنسان ، وحذر من العودة إلى حياة الجاهلية ، وبين فيها عظم التمسك بكتاب الله وسنته ، كما أكد معنى المساواة بين المسلمين ، وأنه لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى . شريعة الإسلام الخالدة الداعية للوحدة بين الناس أصبحت نبراسا مضيئا لمملكتنا الغالية هذه البلاد المباركة التي أسس جذور وحدتها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا ليتسلم المهمة ملك الإنسانية وحامي حقوق البشرية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ليس لأبناء شعبه فحسب ، بل لكافة المجتمعات البشرية بمختلف فئاتها ودياناتها من خلال أعمال جليلة منه حفظه الله ، والتي منها دعوته إلى مؤتمر حوار الأديان والحضارات في مدريد ليثبت للبشرية جمعاء أن بلادنا الغالية ستظل منبعا داعيا للسلام بين المجتمعات ، ونابذا حقيقيا للعنصرية التي تفقد المجتمعات كرامتها وعزتها وقيمتها البشرية . ومن هذا المنطلق فإن المهمة الإسلامية والوطنية تحتم علينا نحن أفراد هذا المجتمع السعودي النبيل أن نقف صفا واحدا لكل ما يفسد وحدتنا المجيدة من خلال العمل التوعوي للقائمين على تلك القنوات من أجلنا ومن أجل أجيالنا الحالية والقادمة ، والتي ستحمل لواء مسيرة الوحدة الوطنية لهذه البلاد المباركة . كما لا ننسى الدور المهم الذي يجب أن يقوم به المسؤولون ، وعلماء البلاد بما فيهم الخطباء لبيان خطورة هذا العمل والتحذير منه كونه عملا هداما يفتك بوحدة وطموح الأمة ، وأنه عمل بغيض يجب أن ينزع من المجتمع لأنه يدعوللعنصرية ، وليكن شعار المجتمع كاملا (مجتمعنا واحد بلا عنصرية) . عبده بلقاسم المغربي- الرياض