هددت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، الاحد ب"نقل المعركة" الى الغرب ردا على الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيمات متطرفة في سورية والعراق، وهي غارات تواصلت الاحد مستهدفة العصب النفطي لهذه التنظيمات. من جهته، أقر الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن الولاياتالمتحدة لم تتوقع ان يؤدي تدهور الوضع في سورية الى تسهيل ظهور مجموعات إسلامية متطرفة، بينما لمح نظيره التركي رجب طيب إردوغان الى استعداد انقرة للانضمام الى التحالف. وفي شريط صوتي مسجل بث الأحد قال زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني "أذكر شعوب الغرب بحماقة قادتهم في اختيارهم الحرب على المسلمين"، مضيفا "مهما حاول الغرب ان يقاتلنا من بعيد"، في اشارة الى عمليات القصف الجوي من دون إرسال قوات عسكرية على الارض، فان "هذا ما سينقل المعركة لقلب داركم". وفي واشنطن، قال أوباما في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز، ان مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى الذين طردتهم الولاياتالمتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكنوا من التجمع في سورية ليشكلوا تنظيم الدولة الاسلامية الجديد الخطير، مضيفا "اعتقد ان رئيس اجهزة الاستخبارات جيم كلابر أقر انهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سورية". وردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن قد أساءت كذلك تقدير قدرة أو إرادة الجيش العراقي الذي دربته الولاياتالمتحدة في قتال المتطرفين لوحده، قال أوباما "هذا صحيح. هذا صحيح جدا". من ناحيته، اعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ان أنقرة لا يمكنها البقاء خارج التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق فيما تستعد تركيا الأسبوع المقبل لتحديد كيفية تدخلها. وكانت تركيا أثارت استياء الغرب لعدة أشهر بسبب موقفها الحذر حيال تنظيم الدولة الاسلامية لكنها يبدو أنها غيرت سياستها بعد زيارة إردوغان الاخيرة الى الولاياتالمتحدة. ودعا إردوغان مجدداً إلى إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران داخل سورية لحماية الحدود التركية واللاجئين. كما اشار الى احتمال ان يتطلب الامر استخدام قوات على الارض. ميدانياً، أغارت طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في شرق سورية ليل الاحد على مدخل منشأة غاز رئيسية تقع تحت سيطرة التنظيم المتطرف. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبدالرحمن ان "التحالف الدولي استهدف للمرة الاولى مدخل ومصلى معمل غاز كونيكو. هذه المنشأة يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية وهي الاكبر في سورية". وبحسب عبدالرحمن فإن الغارة على مدخل ومصلى معمل الغاز الواقع في محافظة ديرالزور "لم تسفر عن مقتل اي من المتطرفين ولكن بعضهم اصيب بجروح". واضاف "يبدو ان التحالف الدولي يحاول دفعهم الى إخلاء المعمل". وبحسب المرصد فإن معمل كونيكو يعد أكبر معمل للغاز في سورية، ويقوم بتغذية محطات توليد الكهرباء بالغاز. ويقع هذا المعمل في محافظة ديرالزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق. وأتت هذه الغارة إثر اعلان وزارة الدفاع الاميركية الاحد ان الضربات الجوية أصابت اربع مصافي نفط يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، اضافة الى مركز قيادة ومراقبة للتنظيم شمال الرقة. ويقوم عناصر التنظيم المتطرف بتكرير النفط "بطرق محلية ويبيعونه الى تجار اتراك"، بحسب عبدالرحمن. وبحسب خبراء، يسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على سبعة حقول للنفط ومصفاتين في شمال العراق، وستة حقول نفط من أصل عشرة في سورية، خصوصا في محافظة دير الزور. وتوقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها التنظيم منذ بدء غارات التحالف الدولي. واعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن أسفها لمقتل سبعة مدنيين على الاقل في الغارات الجوية الاميركية في شمال غرب سورية، داعية الى فتح تحقيق حول انتهاك محتمل لقانون الحرب. وفي مجال آخر، أعلنت بريطانيا التي انضمت مؤخراً الى حملة الضربات انها تنفذ طلعات يومياً فوق العراق. وكانت بريطانيا ومعها الدنمارك وبلجيكا وافقت الجمعة على الانضمام الى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد التنظيم في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الاكثر تعقيدا في سورية حيث يقيم التنظيم مقرات له. إلا ان واشنطن قالت إنه لا يمكن هزيمة التنظيم في سورية باستهدافه بغارات جوية فقط، مؤكدة انها تحتاج الى تدريب وتسليح نحو 15 الف معارض "معتدل" لهزيمته. وقد بدأ 32 مقاتلا كرديا التدريب في بافيير (جنوبالمانيا) على استخدام صواريخ مضادة للدبابات من طراز ميلان للجيش الالماني، كما افادت وزارة الدفاع الألمانية الاحد. دبلوماسيا في نيويورك، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نزعة التدخل العسكري"للولايات المتحدة. وقال امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان "واشنطن اعلنت بوضوح حقها في استخدام القوة من جانب واحد في اي مكان بهدف الحفاظ على مصالحها". وذكّر لافروف بالحملة العسكرية التي شنها الحلف الاطلسي في يوغسلافيا والحرب على العراق والحملة في ليبيا والحرب في أفغانستان كأمثلة على العمليات العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة وأدت الى "الفوضى وانعدام الاستقرار". وفي العراق، قتل القائد العسكري لتنظيم الدولة الاسلامية لمدينة الفلوجة خلال هجوم واسع نفذه التنظيم فجر الاحد على بلدة عامرية الفلوجة التي صمدت امام سلسلة من الهجمات المتكررة، بحسب مسؤول في الشرطة. وفي الأثناء، دعا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقال نشر الاحد الى محاربة "الايديولوجيا" التي قام عليها تنظيم الدولة الاسلامية معتبرا ان هزيمة هذا التنظيم غير ممكنة فقط بالعمل العسكري الذي ينفذه التحالف الدولي بمشاركة فاعلة من الإمارات.