نحن في كل عام تطل علينا مناسبة سعيدة يفرح بها الجميع الصغير والكبير إنها مناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الغالية في نفوسنا لتعيد إلى أذهاننا الحدث التاريخي الهام والذي بدأ منذ عام 1351ه محفوراً في ذاكرة التاريخ ومنقوشاً في فكر ووجدان كل مواطن سعودي كيف لا.. وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك المغفور له عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم واستبدل الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة.. ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز "رحمه الله" الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته ثابتاً على دينه. تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية يوم الثلاثاء الموافق 28/11/1435ه وهو اليوم الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء. اليوم الوطني مناسبة غالية في نفوسنا تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها المواطن ويعيشها في كافة المجالات حتى صارت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى اصبحت ملاذاً للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتهما بشكل اراح الحجاج والزائرين. تمر علينا هذه الذكرى في كل عام نستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد -إن شاء الله- من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن. لقد دأبت حكومتنا منذ إنشائها على نشر العلم والمعرفة من خلال تعليم أبنائنا والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وقد شهدت وزارة التربية والتعليم العديد من المنجزات الكبرى التي تأتي منسجمة ومواكبة لإنجازات هذا الوطن المعطاء والتي يشهدها العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهده الأمين - حفظهما الله-، وهي ترجمة للتوجهات السامية من أجل الاستثمار الأمثل في الإنسان باعتباره الثروة الأهم في وطننا، ولبناء جيل قادر على ممارسة دوره في الإسهام في دفع عجلة التنمية. يجب أن نتذكر ما كنا عليه قبل توحيد المملكة وما نحن عليه الآن من رخاء وازدهار وتقدم في جميع ميادين الحياة فيجب أن نكون أكثر التحما مع قيادتنا ويجب علينا تنمية حب هذا الوطن في نفوس أجيالنا، حيث نرى ما يدور حولنا من صراعات ونحن في رغد من العيش وكل هذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالي ثم هذه القيادة الحكيمة التي سخرت جميع إمكانات الدولة في خدمة المواطن فيجب علينا كمواطنين أن نكون اكثر حرصا على آمن هذا البلد وأكثر وفاء مع ولاة آمرنا. أذكر أخواني وإخواتي المعلمين والمعلمات في تنمية حب الوطن في قلوب طلابنا وطالبتنا فنحن بحاجة ماسة إلى زيادة الجهود في إبراز المنجزات التي حققها الوطن، وبيان دور الطلاب في محبة وطننا وولاة أمرنا وعلمائنا. كما أن الأسرة يقع على عاتقها دور كبير في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن عليهم، كما يجب على الاسرة بيان دور الأبناء تجاه وطنهم للحفاظ على أمنه الفكري والأمني. سأل الله العلي العظيم أن يوفق مليكنا وولي عهده الأمين إلى كل خير وصلاح وأن يمدهما بالصحة والعافية وأن يطيل في عمرهما وأن يحسن و يبارك في عملهما وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء *وكيل الوزارة المساعد للشؤون المدرسية