بن لحيمر باديٍ فوق مشرافٍ رفيع يبدع القيفان ويحب نظم اقوالها ياهل العرف انصحوا ليمام يحيى لا يضيع والمراجل صعبةٍ والرّدي ما نالها لا ركبنا فوق حيلٍ تكامن الربيع نتبع الشيخ المسمى زبون اثقالها شيخنا اللي يجلب الروح كانه له يبيع نايفٍ(1) فوق السّبايا يحق جفالها يوم يحيا شاف يومٍ يشيب ابه الرضيع خاف حرب الشيخ يبغي براد اظلالها اولٍ مثل الصعب وانطبع لو هو طبيع طوعه شيخٍ الى جا القناصل حالها حن هل العوجا هل المدح والرأي السنيع لابةٍ عقالها اشر من جهالها الشاعر: هو محمد بن سعيد بن لحيمر البريص المري كان كبير قومه وشارك في حرب اليمن مع القوات السعودية توفي رحمه الله عام 1980م. مناسبة النص: قيل في أثناء أحداث اليمن عام 1352 ه. دراسة النص: بدأ الشاعر مخاطباً مستشاري الإمام يحيى ومشيراً عليهم أن ينصحوه ويبينوا له أن المجد ليس بالسهولة خاصة إذا كان يطلبه من حرب الدولة السعودية، فالجيش السعودي تحت قيادة الملك عبد العزيز وهو الشجاع الذي يتقدم الطليعة ويحمي مؤخرة الجيش وعندما تشاهده خيول الأعداء فليس لها إلا الفرار مذعورة أمامه وقد أدرك ذلك الإمام يحيى بنفسه بعد أن شاهد انتصار الجيش السعودي في معارك يشيب لهولها الرضيع فأطاع وخضع بعد أن كان عنيداً طامعاً مشبهاً إياه بالجمل الذي لم يروض وقد روض بحنكة وشجاعة من الملك عبد العزيز الذي دانوا واعترفوا له بذلك ممثلو الأمم ثم يفتخر بالجيش السعودي وأنهم إذا خاضوا غمار المعركة كان كبارهم أهل الوقار أشد فتكاً ومجازفة من الصغار المغامرين. أقول: لقد كان للشعر في المجتمع السعودي حضور مشرف في توحيد الصف وقت الأزمات واستشعار الخطر الذي يقترب من حدود الوطن فكان الشعر يبث روح الحماس عند الأجداد ويستنهض الهمم في الدفاع عن الوطن، بل ان الشعراء كانوا بقصائدهم يشكلون إعلاماً فاعلاً ومخلصاً للوطن، فالمتفحص لنصوص شعراء الجيل السابق يجد أن لديهم حساسية عالية تجاه الوطن في أمنه ووحدته وولاءً وإخلاصاً لقيادته فليس هناك حدث يمس الوطن إلا وهناك عشرات القصائد قيلت فيه وجميعها تتنافس في الذب عن حمى الوطن والفداء له ففي نفس الموضوع نجد للشاعر هويشل بن عبدالله (2) قصيدة طويلة يقول في مطلعها: يا إمام العدل سير بنمراً تدحم واستعن بالله وجر الجريرة والسلام اعتصم بالواحد اللي يعين المعتصم افهم ان الله إلى أراد عز الدين دام سر بربك ثم سر بصبيان القلم سكن نجد جنودك اللي على الداعي ولام دولةٍ تبراك مثل السحاب المرتكم كلما سير تحفة ملايكةٍ كرام نصرةٍ للدين والنصر من رب الحرم مرخصين بأنفسٍ في سبيل الله تسام فالشاعر بدأ مخاطباً الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- وملقباً إياه بإمام العدل معبراً عن ما يعتبر تأييد من الشعب للملك عبد العزيز أن يستعين بالله ويسير الجيوش السعودية من أهل نجد الذين هم أنصار الدين والذين يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل الله ثم يستمر في بقية النص على هذا النهج.. وكذلك نجد للشاعر لويحان (3) قصيدة في هذا الحدث قالها على فن العرضة النجدية ومطلعها: سلام يا حر ٍٍ مخاليبه تصيد سلطان نجد ونورها وسرورها حر ٍ إلى منه تنهض من بعيد تهتز منه برورها وبحورها من ذخر فيصل عنده اللقوات عيد غيث ٍ على الصاحب واشر شرورها يقلط إلى قرب الحديد من الحديد تشهد على ما كان اقوال حضورها والشواهد غير هذه كثيرة فلم يكن تهديد أمن وحدود الوطن أمراً سهلاً بل كان يهب الجميع منافحاً ومدافعاً ومستشعراً لخطر التهاون في هذا الأمر ومؤكدين أن لا قيمة للإنسان بلا وطن فالشعر يعكس مواقف الشعراء من الأحداث وتعاطيهم معها، وعلى شعراء اليوم أن يحذوا حذوا أسلافهم ويقفوا أمام مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم فأمن الوطن هو أمن لأسرنا وأمن لمستقبل أطفالنا وحماية لمكتسباتنا وحضارتنا وقبل ذلك لعقيدتنا وأعراضنا. الهوامش: 1- نايف: لقب من ألقاب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه. 2- هويشل بن عبد الله بن هويشل وكنيته أبو عبد الله، ولد في قرية مزعل في منطقة العرض عام 1305ه وعاش فيها كان كادحاً قليل ذات اليد وتوفي في قرية مزعل عام 1376ه. 3- عبد الله بن عبدالرحمن اللويحان والشهرة لويحان من العناقرة من بني تميم ولد عام 1312 ه ببلدة نفي في نجد اشتهر بالمحاورات الشعرية ويمتاز شعره بطول النفس حتى سمي باسمه الطرق اللويحاني توفي رحمه الله في عام 1402ه ابن لحيمر