يقول حامد يوم يبدي بالغنا حديثٍ احلا من حليب القود تهيضت وابدع في خيار المثايل اغني بها يوم العباد رقود عسى الله يخلي لي سعد يحتفي بي الى ما التوي في حفرتي ملحود انا اوصيك مني يا سعد واستمع لي افطن ولا تنسى وصاة العود اوصيك بعلوم الشكاله تفيدها ترى الشكاله حبلها ممدود اوصيك في ضيفك الى جاك فاحشمه تجمل ورحب به على الماجود تراك الى رحبت به ما يذمك والى جفيته يلحقك منقود واوصيك جارك اوره القدر والعلا ترى الجار لابدك عنه منشود خلك لطيف له وزد جوابه يشهد لك الله والعباد شهود واحذر على جارتك في همزة الردى ترى الردى ما فيد منه ارشود واوصيك في عز الرفاقه وحبهم ارفق بهم واحذر تصير حسود ترى الرفاقه درع جنبك وسيفك وهم حشمتك لا جا عليك ضهود هم ضلعك اللي لازبنته زبنك وان جا العدو يرقى معه سنود خلك لربعك سهل واحلا من العسل تراهم عضدك يوم ماش عضود ووصيك حط الصمت والصدق منهج ودر ان ترا الثنتين فيه الفود ووصيك في عانيك لا ترتخي له خلك كما حد الشبا المحدود والى تبين لك خصيمن فاخصمه اكسر مقامه مثل كسر العود ولا تنكر الصايب ولا تقبل الخطأ وتصير حيد الى نصاك حيود واترك مولفة الهروج الضايعه لو كان زالو في نضرك اصهود ما ينعرف لعلومهم بردود واحذر عدوك لو ضحك في وجهك لا تامنه لو عاهدك بعهود وابعد عن الملاق واهل النميمة تراها تورد لاهب القود ولا تستمع في شور من لا يعزك خلك وثيق السد فرد افرود ودر ان تواصيف الرجال عديمه واهل الشكاله علمهم ماكود فيهم صبيٍ يدرك الطيب كله كما حد سيفٍ ماضيٍ فصود فتال نقاض العلوم المعسره طهطام لطام العدى واضهود وفيهم غنيٍ ما يشح بماله يكرم ولو صار الزمان طرود وفيهم غنيٍ ما يضيف ضيفه هذاك ياكل راسه العبرود وفيهم صبيٍ لا لفوه ضيوفه يفرح وينشط ما يجيه الكود ودركت وصفٍ من تواصيف النسا لهن بالحلايا والطبوع جنود فيهن من تسوى من الخيل اصيله وفيهن من تسوى مقص اجلود هذا وصلوا للنبي واصحابه ما عد بيمان الرجال نقود او ما سرا البراق واهمل وبله او ما جرى الما في مجاري العود على نبيٍ دمر الشرك بالهدى شفيعنا يوم الجلود شهود الشاعر: حامد بن عبدالله بن راجح الشريف دراسة النص: تعتبر الوصية غرض شائع من أغراض الشعر العامي في الجزيرة العربية ولم يكن له هذا الحضور القوي في الشعر الفصيح مقارنة بشعر الحكمة الذي يتناول العموميات دون أن يقصره الشاعر على وصية الابن مثلاً، والبدايات الأولى للتحور نحو الشعر العامي مليئة بنصوص تناولت هذا الغرض مثل قصيدة الشاعر راشد الخلاوي من أهل القرن الثامن التي يوصي فيها أبنه ومنها: وأوصيك يا ولدي وصاة ٍتضمها إلى عاد مالي من مدى العمر زايد وصية عود ثالثت رجله العصا وقصرت خطاه اللي من أول بعايد ويلاحظ أنه غالباً ما تكون الوصية من شاعر كبير في السن، وهنا الشاعر بعد أن تقدم في العمر يوصي ابنه (سعد) بالمحافظة على القيم والشيم والعادات الكريمه، فقد بدأ الشاعر قصيدته ممتدحاً مقدرته على نظم الشعر فيكون لأبياته لذة عند المتلقي وحلاوة تشبه حلاوة حليب الإبل، فعندما يخلد الناس على النوم فإن الشاعر ينشغل باختيار أفضل الأبيات، ثم يدعو الله عز وجل أن يبقي أبنه (سعد) إلى أن يواري جثمان الشاعر في لحده، ليبدأ في إملاء عدداً من الوصايا لابنه فيأمره أن يستمع إليه جيداً ولا ينسى وصايا والده الكبير في السن ويحثه على اكتساب القيم والشيم والصفات الحميدة التي تدل على الرجولة وأن يتمسك بها، وأن يكرم ضيفه ويبدي له البشاشة ويقدم له من الطعام ما يجد مؤكداً أن بشاشة الوجه والكلام اللين المتودد معه لا يجعله عرضة للذم وإن قدم يسيراً فيما الذم يكون في جفاء الاستقبال، ثم يوصي بتقدير الجار والتلطف في معاملته ويحذره من الإساءة للجارة فمن يسيء إلى جارته فلن يكون التوفيق حليفه، ثم يوصيه أن يهتم بقبيلته وأن يحبهم ولا يحسدهم فلا عز للرجل ولا قوة في مواجهة أعداءه إلا بقبيلته فهم بمثابة الدرع الذي يحميه والسيف الذي يضرب به والجبل الذي يتحصن فيه من الأعداء، ويوصيه أن يلتزم بخصلة الصمت وخصلة الصدق في الحديث فمن إلتزم بهاتين الخصلتين فقد كسب الكثير، ويوصيه أن يكون وفياً قوياً في استيفاء حاجة من ركن إليه وألا يتراخى في نصرته فيكون معه كحد السيف القاطع في مواجهة الخصوم وألا ينكر الحق ولا يقبل الخطأ وان يكون عنيداً صلباً في مواقفه عندما يواجه خصوماً كالجبال في صلابتهم وعنادهم، وأن يتجنب أهل الكذب الذين يقومون بنقل الكلام والثرثرة في المجالس ولا ينخدع في مظاهرهم الكاذبة، ويحذره من الركون للعدو وإن تبسم في وجهه و قدم العهود والمواثيق، وألا يستمع إلى مشورة من لا يعرف له قدر عنده وحرص على مصلحته بل عليه أن يحتفظ بأسراره لنفسه، ثم يؤكد قلة الرجال أهل الصفات الحميدة والشيم والقيم وأن في هؤلاء القلة الشجاع القاطع كالسيف وفيهم الكريم المنفق للمال، أما الغني الذي لا يكرم ضيفه فليس منهم ويدعو عليه برصاصة تقتلع رأسه، ثم يصف النساء وأن فيهن من هي بمنزلة الفرس الأصيلة وفيهن من هي بمنزلة مقص الجلد، ويختم قصيدته بالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. مخطوط قصيدة حامد الشريف