ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية أن الآراء السياسية لكونداليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي التي تتسلم بعد أيام منصب وزيرة الخارجية الامريكية خلفا لكولن باول مازالت غير واضحة. وقالت الصحيفة ان آراء رايس فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تبدو غير واضحة الى حد ما الى الآن حتى لمن هم داخل الادارة الامريكية والذين يقولون انها نادرا ما كانت تكشف عن مواقفها خلال المناقشات. وأضافت أنه من المرجح أن تستعرض رايس (في جلسة تأكيد ترشيحها) خريطة الطريق الخاصة بأولويات سياساتها الخارجية حيث تعتزم التأكيد على دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط واصلاح جهود الولاياتالمتحدة في مجال الدبلوماسية العامة وعملية السلام في المنطقة والتصدي لانتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز). واستعرضت (واشنطن بوست) في تقرير لها امس (الاثنين) التحول الذي طرأ على دور كونداليزا رايس وكيف انتقلت لتتولى قيادة السياسة الخارجية الامريكية بعد أن كانت تقوم بدورها وراء الكواليس في الفترة الرئاسية الاولى لجورج بوش الابن. وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية انه رغم اللقاءات التلفزيونية العديدة التي قامت رايس خلالها بالترويج للسياسة الامريكية فإنها كانت تقوم الى حد بعيد بدورها خلف الكواليس خلال فترة رئاسة بوش الابن الاولى وقامت برحلات خارجية محدودة بمفردها وكانت تتلقى تقارير تساعدها على ادارة الصراع بين مختلف الشخصيات والايديولوجيات داخل الادارة الامريكية. ويقول مسؤولون أمريكيون كبار ودبلوماسيون أجانب أن كونداليزا رايس عادة ما تكون ساحرة وهادئة ولكن يمكن أن تكون صريحة وحازمة في لقاءات خاصة مع مسؤولين أجانب حين تقتضي الضرورة ذلك. ويرى كويت بلاكر الديمقراطي الذي عمل في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون وأحد أصدقاء رايس المقربين أنها قادرة تماما على تغيير موقفها حين تتوفر لديها معلومات جديدة وهي تومن بأن اتخاذ قرار ولو كان خاطئا أفضل من عدم اتخاذ أي قرار على الاطلاق. ويرى مستشار الامن القومي الاسبق برينت سكوكروفت (الذي كان أول من أدخل رايس للحكومة خلال ادارة جورج بوش الاب) أن كونداليزا قد تواجه تحولا كبيرا من كونها محركا للامور خلف الكواليس الى لاعب رئيسي تحت الاضواء في الادارة. ويضيف سكوكروفت أن رايس ربما تنجح في مهمتها لأنها ساحرة حقا ولكنها على عكس هنري كيسينجر (الذي كان أخر مستشار للامن القومي يتولى قيادة وزارة الخارجية) لا تملك نفس تنوع الخبرة بالشؤون الخارجية أو العلاقات الدولية. وفيما يتعلق بموقف كونداليزا رايس من عملية السلام في الشرق الأوسط ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن رايس زارت المنطقة في أواخر شهر يونيو 2003 بعد فترة قصيرة من اعلان بوش تعيينها لتولي مهمة دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين غير أن جهودها تهاوت ولم تعد للمنطقة. وقالت الصحيفة ان لقاءها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون أصاب المسؤولين الاسرائيليين بالصدمة بعد أن عرضت عليهم مسارا بديلا للجدار العازل الذي كان قد بدأ يستقطع أراض فلسطينية بعد أن شكى المسؤولون الفلسطينيون خلال لقائهم بها من الجدار العازل خلال اجتماع عقدته معهم في أريحا. وأضافت الصحيفة الامريكية أنه رغم عدم عودة رايس الى منطقة الشرق الأوسط فإن شكواها من الجدار دفعت الحكومة الاسرائيلية في النهاية لتغيير مساره. ويرى مسؤولون أمريكيون واسرائيليون أنه رغم العلاقة القوية التي تربط الادارة الامريكية بإسرائيل فإن رايس قامت بتوبيخ رئيس الاركان الاسرائيلي أواخر عام 2002 حين حاصرت القوات الاسرائيلية مقر الرئيس ياسر عرفات.