يستخدم الناس في حواراتهم عبارات تعبر عن توفر مهارات الاتصال الفعال لدى الشخص أو العكس. لنقرأ مثلا هذا الحوار: الأول: أنا أرى أن إقفال المحلات في الساعة التاسعة مساء فيه إيجابيات اجتماعية واقتصادية. الثاني: نعم يوجد إيجابيات (كما تفضلتم) ولكن ان ننظر من زاوية أخرى، ونستمع لآراء المعنيين مباشرة بهذا الموضوع، فقد تغيب عنا جوانب مهمة لم نأخذها في الاعتبار. الأول: أتفق معك في أهمية مشاركة الآخرين كي تتوفر معلومات كافية قبل اتخاذ القرار. ما سبق حوار قصير ومثال على تأثير بعض العبارات في قيام حوار إيجابي يؤدي إلى نتيجة. يمكنك أن تختلف في الرأي مع زميلك أو صديقك أو زوجتك ولكن جرب أن تعلق على الرأي الآخر بعبارة إيجابية مثل (كما تفضلتم) أو (كما أشار الأستاذ) أو (لقد طرحتم نقطة مهمة ) وبعد البداية الإيجابية يمكنك أن تطرح رأياً مختلفاً وسوف تكتشف بعد تلك البداية الإيجابية أن الحوار سلس وإيجابي وموضوعي. اليكم المثال الثاني: الأول: يا أخي أنا خبرتي طويلة في هذا المجال، وأعتقد أن هذا القرار متسرع وغير مدروس ولا يمكن أن ينجح. الثاني: أنت أيضا رأيك متسرع، وعاطفي، كيف تقرر أنه لا يمكن أن ينجح؟ الأول: يبدو أنك متأثر بالمثاليات الأكاديمية في أجواء الجامعة. لن أكمل لكم الحوار لأنه من الواضح أنه من البداية أخذ مساراً غير موضوعي عندما بدأ الأول بعبارة (أنا) فقاد ذلك الثاني إلى نفس المسار وقال (أنت أيضا رأيك متسرع) وبهذه الطريقة ابتعد الاثنان عن الموضوع إلى (الشخصنة). مثال ثالث: الأول: أعتقد أن التعصب الرياضي سببه الإعلام الرياضي الذي يسيطر عليه المشجعون وليس المهنيون. الثاني: ما ذكره الأخ عن أسباب التعصب الرياضي هو اتهام بعيد عن المنطق ويدل على أن صاحبنا لا يفهم الوسط الرياضي، أو متأثر بميوله. الأول: أرجو أن يتفضل زميلنا الكريم ويوضح لنا أسباب التعصب لأنها هي قضيتنا. أنا لست القضية. الثالث: مع احترامي لما سمعت فكله غير مفيد. التعصب ظاهرة عالمية وعامل جذب وإثارة ولا يمكن إيقافه بقرار أو توعية. الأول: لم أطلب إصدار قرار لإيقاف التعصب، وأتفق معكم أن الإثارة مطلوبة ولكن الإثارة شيء والتعصب شيء آخر. في المثال الأخير من الواضح منذ بداية الحوار أنه لن يصل إلى نتيجة لأنه بدأ بعبارة تقريرية شبه قاطعة في تحديد سبب التعصب. مثل هذه العبارات تضفي جواً من التوتر على النقاش، وتقود إلى تعليقات غير موضوعية ومتسرعة، وقد تتجه نحو صاحب الرأي وليس إلى الرأي، كما تتجه إلى تقويل الشخص مالم يقله من أجل تأكيد نقطة معينة.