أظهر تقرير حديث عن تزايد حدة الهجمات ضد المؤسسات المالية والمصرفية ومنافذ البيع بالتجزئة، فقد كشفت السجلات وقوع أكثر من 10 ملايين هجوم شخصي منذ شهر يوليو من العام 2014، الأمر الذي يشير وبقوة إلى مدى حاجة المؤسسات لاعتماد نهج تقدمي أكثر إستراتيجية لحماية معلوماتها الرقمية. ويشير التقرير إلى أن التهديدات الالكترونية وعمليات اختراق البيانات ونقاط الضعف عالية المخاطر تواصل تصدرها لقائمة أخطر التهديدات في النصف الأول من العام 2014، وذلك وفقاً لما جاء في التقرير الأمني الشامل للربع الثاني من السنة والصادر عن شركة «تريند مايكرو» بعنوان: "التحولات الجوهرية في مواجهة الجرائم الالكترونية: رداً على تطور التكتيكات المتبعة في عالم الجريمة الالكتروني". كما طالت هذه الهجمات خلال الربع الثاني المعلومات الشخصية للمستهلكين، بما فيها سرقة البيانات كأسماء العملاء وكلمات المرور وعناوين البريد الإلكتروني وعناوين المنازل وأرقام الهواتف وتواريخ الميلاد. وقد انعكست هذه الاختراقات الأمنية التي تعرضت لها الخصوصيات الشخصية على مبيعات وإيرادات المؤسسات، بالإضافة إلى منع العملاء من الوصول إلى حساباتهم، وبالتالي المعاناة جراء انقطاع الخدمات. ونتيجة لذلك، بدأت العديد من الدول سن قوانين صارمة فيما يتعلق بسياسة الخصوصية وآلية جمع البيانات، وذلك كخطوة في طريق حل هذه المشكلة. ويذكر بأنه منذ تاريخ 15 يوليو 2014، تم رصد أكثر من 400 حادثة اختراق للبيانات، وهو ما يشير إلى حاجة المؤسسات لتحديد ومعرفة بياناتها الأساسية من أجل حمايتها، وبناء إستراتيجية دفاع فعالة للحفاظ على أمنها. كما تحتاج المؤسسات لتغيير جذري في طريقة تفكيرها، وذلك بهدف تحديد المعلومات التي يعتبرونها "بيانات أساسية"، قبل الشروع بوضع خطة من اجل حمايتها. وذكر التقرير أن نقاط الضعف الحرجة خلقت فوضى عارمة بين خبراء أمن المعلومات والعامة حيث أثرت على العديد من مكونات تصفح الإنترنت وخدمات مواقع الإنترنت، بما فيها مكتبات السيرفر وأنظمة التشغيل وتطبيقات ومتصفحات الهواتف المحمولة. وأوضح التقرير أيضاً أن التصعيد في شدة وحجم الهجمات على المؤسسات تلقي الظلال على أهمية وضع خطة للاستجابة لمثل هذا النوع من الحوادث، بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعي الأمني على نطاق المؤسسة. ويشير التقرير إلى أن انتشار برمجيات الابتزاز الخبيثة Ransomware عبر الهواتف المحمولة، وبرمجيات التحقق من الصحة الخبيثة ذات الواجهة الثنائية بالتزامن مع موجة التطورات التقنية التي شهدها قطاع الخدمات المصرفية عبر الإنترنت ومنصات الهواتف المحمولة قد تؤدي إلى ايقاع أضرار كبيرة بالقطاع المصرفي. ويلمح التقرير إلى أن الحياة الرقمية وإنترنت الأشياء عززا من نمط الحياة في ظل ظهور نقاط ضعف جديدة حيث تعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 التي نظمت في البرازيل من الأحداث الرياضية الأكثر شعبية في التاريخ الحديث، ولذا واجه المستخدمون العديد من التهديدات المختلفة المرتبطة بفترة تنظيم هذا الحدث، ومنها عمليات الاحتيال الكثيرة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خلال هذا الربع. واختتم التقرير نتائجه بالإشارة إلى أن المساهمة في تطبيق وإنفاذ القانون الدولي أدى إلى نتائج إيجابية حيث تمت حماية المؤسسات المالية ضد الكثير من الجرائم والهجمات الإلكترونية بنجاح، وذلك من خلال المساهمة في تبادل نتائج الأبحاث الجارية مع وكالات إنفاذ القانون العالمية.