من حق الطبيب أن يفخر بما حصل عليه من تقدير واستحقاق.. ولكن هذا يجري عند تقديمه على منبر لإلقاء بحث أو تقديم أوراق عمل. وليس على صفحات جرائد يومية.. الغرض تحضير مراجعين وإعطاؤهم مواعيد، وإيجاد ما يُشبه الزفة له ولقدومه. تلك الممارسة ممنوعة في كل دولة وسواء أكان الطبيب زائرا أم مقيما. ومن قائل إذن كيف يعلم الجمهور بقدوم الطبيب المُعجزة ؟!، فأقول إذا كان الطبيب مدعوا بواسطة مستشفى محلي فيُكتفى بالتنويه عن قدومه على لوحة النشرات أو بواسطة أطباء الحالة. غرائب بلادنا أن يأتي طبيب لفترة زمنية محددة ويُدلي بما يعرف وما لا يعرف، ثم يغادر ولا يترك حتى ملاحظات صغيرة بخط يده على ملف المريض. وسبب تردد المريض على الطبيب الزائر هو قلة الثقة في المستشفى والعيادة حيث أصبحت لا تخلو ابدا من الأخطاء الطبية الفادحة وكم سمعنا عن هذه الاخطاء وايضا قله اهتمام الطبيب بالمريض وعدم تشخيصه التشخيص الكامل لحالة المريض وتردد المريض على الطبيب عدة مرات دون الوصول إلى نتيجة. وأظن أن أسباب اتجاه المريض إلى الطبيب الزائر هو عدم ثقته في الطبيب المحلي ومن كثرة معاناة المريض من التردد على العيادات والمستشفيات وكثرة صرف العلاج المتكرر دون فائدة، وعدم توفير الأجهزة والمعدات الطبية المخصصة للكشف لا ينفع معها وجود طبيب زائر وعدم وجود تخصصات دقيقة راقية على مستوى عال، وأمام التحولات الكبيرة في الإعلان والتسويق قد لا يصدق البعض من الجيل الجديد ودارسي علم التسويق ونفسية المنتبه، وتنبيه المستهلك المحتمل أن ثمة حدوداً ومعايير تتحكم في الإعلان في البلاد المتقدمة. ومن هذه القيود مثلاً عدم الإعلان عن المهن. وأقصد الطبيب والمحامي والمحاسب والمهندس إلا فيما له صلة بعملائه، كأن يعلن مهندس عن تغيير رقم هاتفه أو انتقال مكتبه أو ما شابه هذا، أي فيما له صلة بعملائه وزبائنه. كما تمنع النقابات الطبية مثلاً الإعلان عن افتتاح أو قرب افتتاح مستشفى أو مستوصف. وتمنع المعايير النقابية الإعلان بالصحافة أو بالتلفزيون أو الراديو عن وصول طبيب إلى البلد لمعاينة مراجعي ذلك المستشفى؛ حيث يصل إنذار من النقابة إلى أي ممارس قانوني كالمحامي أو المستشار يعلن عن نفسه أو عن نجاحه أو جدول مواعيده، أو أوقات استقبال عملائه. ولدينا في العالم النامي كمّ من المتناقضات الإعلانية جعلنا نقرأ في صحافتنا المحلية إعلانات طبية مثيرة مثل "البورد الأمريكي"، "زميل" في كلية الجراحين.. إلى آخره.