هل فكرت بالإمكانات المدهشة التي ستنالها في حال تمكنت من التحكم بأحلامك أثناء النوم!؟ .. باختصار ستحصل على كل شيء تريده في الحياة .. مال وثراء وسلطة وسفر وأجمل نساء الكون ثم العودة بطرفة عين دون مساءلة قانونية .. صحيح أنك ستستيقظ خالي الوفاض ولكنك أثناء النوم ستشعر بأن كل شيء تراه وتسمعه وتمارسه حقيقي وملموس ولا يمت للواقع الافتراضي بصلة.. ستفهم قصدي لأنك سبق وحلمت بكل هذا دون أن تغادر سريرك.. سبق وشعرت بكل شيء أثناء النوم رغم أنك لم تفتح عينيك، ولم تستخدم أذنيك، ولم تحرك أطرافك لفعل أي شيء.. المشكلة الوحيدة أن معظم الناس لا يستطيعون التحكم بأحلامهم ولا يملكون القدرة على توجيهها أو اختيارها بأنفسهم.. غير أن هناك نسبة متبقية تتضمن أشخاصا يمكنهم فعل ذلك.. فقبل أيام مثلا قرأت عن فتاة جامعية تدعى سارة تمبلتون يمكنها التحليق أثناء نومها بحيث ترى نفسها نائمة على السرير ثم تخرج من خلال الجدار لترى أماكن ودولا بعيدة عنها (ومعظمنا مر بأحلام كهذه في سن الطفولة وتدعى اليوم تجربة الخروج عن الجسد.. وتم اكتشاف قدرات سارة أثناء دراسة قام بها عالم الأعصاب كلاود ميسيور من جامعة أوتاوا الأمريكية لتصوير مناطق النشاط الكهربائي في الدماغ أثناء النوم.. وبعد مراقبة دماغها بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي وسؤالها عما كان يحدث خارج غرفة نومها رجح صدق ادعائها.. على أي حال؛ الموضوع ليس جديدا أو طارئا كونه ارتبط منذ القدم بادعاءات بعض الأولياء (وأحيانا السحرة والمشعوذين) بقدرتهم على الخروج من أجسادهم ورؤيتهم لبلدان بعيدة أو التقائهم بأرواح قديمة أو السفر لأزمنة وتواريخ مختلفة.. ومن وجهة نظر فلكلورية يؤمن هؤلاء بوجود حبل نوراني أو فضي يصل بين الجسد المادي والجسد الأثيري (يمكن تشبيهه بحبل السرة) تنتقل عبره الأحاسيس والمشاعر إلى الجسد المادي (فيشعر النائم بما يراه ويسمعه جسده الأثيري).. ومن المعروف أن روح الانسان يمكن أن تخرج خلال النوم ثم تعود لجسد صاحبها قبل استيقاظه بلحظات. أما الأموات (حيث لا جسد لهم) فتظل أرواحهم هائمة في البرزخ إلى أجل غير مسمى .. وكنت قد استشهدت في إحدى مقالاتي بتفسير ابن القيم الجوزية لقوله تعالى "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" حيث أشار إلى إمكانية التقاء روح الحي بروح الميت أثناء النوم ثم يمسك الله روح المتوفى ويعيد روح النائم لجسده إلى أجل غير مسمى! والمؤمنون بإمكانية التحكم بإحلامنا يحاولون إقناعنا اليوم بوجود طقوس وأساليب (ودورات) تتيح لمن يرغب بالخروج من جسده كيفما يشاء وفي أي وقت يشاء.. وكنت شخصيا قد استلمت في عام 2007 رسالة إلكترونية تدعوني للاشتراك في دورة خاصة للخروج من الجسد.. وبعد البحث في هذا الموضوع اتضح لي وجود معاهد وكتب ودراسات كثيرة تهتم بكيفية التحكم بالأحلام والسيطرة عليها أثناء النوم. ومن هذه الجهات المخابرات الأمريكية والروسية التي نظمت كل على حدة تجارب كثيرة لرؤية الأماكن الإستراتيجية البعيدة للعدو أثناء النوم (فيما يعرف اليوم باسم الرؤية عن بعد أو ال(Remote viewing.. وفي حين توقفت التجارب الأمريكية عام 1997 لا يعلم أحد أين وصلت التجارب الروسية - أو حتى الصينية والكورية الشمالية في حال فكرت بنفس الطريقة. والآن، دعونا نميز بين الحقيقة والادعاء بطريقة إحصائية بسيطة: من منكم مر بهذه التجربة؟ ومن منكم شعر بقدرته على التحكم بها؟ أرغب بسماع تجاربكم الخاصة، وراجعوا نتائج التصويت في موقع "الرياض الإلكتروني".