ثبت في القرآن والسنة أن المحتضر يشاهد الملائكة قبل وفاته وأهله لايبصرون مصداقاً لقوله تعالى: (فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون).. كما جاء في حديث طويل عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر..."! ومثل هذه النصوص الشرعية تساند ما يسمى في علم النفس تجربة الخروج من الجسد - ورؤية الانسان لنفسه من الخارج.. وهذه الحالة تحدث غالبا بعد الدخول في غيبوبة عميقة أو الخضوع لتخدير كلي في العمليات الجراحية الكبيرة.. وهي تجربة خارقة تحدث عادة حين تصبح روح المرء معلقة بين الحياة والموت - في حين لايمكننا بالطبع سماع تجربة إنسان دخل مرحلة الموت النهائية... ... على أي حال ؛ خروج الروح بشكل مؤقت مسألة ناقشها ابن القيم الجوزية في كتابه "الروح" واستشهد بقوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى)؛ فهو يرى في هذه الآية دليلا على امكانية خروج الروح أثناء النوم (أو الغيبوبة) فيمسك الله التي قضى عليها بالموت ويعيد روح النائم الى جسده لأجل مسمى! وكان الأطباء في مستشفى رايجن ستايت بهولندا قد قاموا بأكبر دراسة حول هذا الموضوع أثبتت حدوث الظاهرة بنسبة أكبر من المتوقع؛ فمن بين 334 مريضا مروا بعمليات خطيرة اعترف 80% أنهم شعروا بالخروج من أجسادهم - وبعضهم شاهد الأطباء من فوق يحاولون إنقاذهم.. وقال كثير منهم إنهم رأوا شريط حياتهم - منذ الولادة وحتى دخول المستشفى - خلال لحظات قصيرة.. في حين قال البعض الآخر إنهم رأوا أقرباء لهم توفوا منذ زمن بعيد وإنهم كانوا يستعدون لدخول نفق ابيض طويل قبل العودة للجسد المادي!! ... وأذكر أنني شاهدت فيلما وثائقيا بهذا الخصوص تضمن حالة امرأة عانت من ورم سرطاني في رأسها - اضطر الأطباء الى استئصاله بعملية خطيرة. وكان من أكثر الإجراءات خطورة إيقاف عمل الدماغ أثناء العملية بشكل تام.. وتحكي المريضة قصتها قائلة: بعد دخولي في غيبوبة عميقة (بسبب المخدر) استفقت بالتدريج على صوت آلة مزعج - يشبه آلة الحفر لدى أطباء الأسنان.. وشيئا فشيئا بدأت أطفو وأطير حتى (ضربت) بسقف الغرفة وأصبحت أرى الأطباء (من فوق) وهم ينشرون رأسي ويحفرون دماغي. وكنت أعرف تماما أن المريض المسجى على الطاولة هو أنا وأن الأطباء وطاقم العملية لايعلمون بوجودي معهم في الغرفة.. وأول شيء لاحظته أن الصوت المزعج الذي سمعته كان صوت المنشار الكهربائي الصغير الذي يحمله الجراح في يده. كما سمعت الأطباء وهم يتشاورون في إجراءات العملية وسمعت أحدهم يقول إن الشرايين هنا صغيرة جدا فيرد عليه الآخر انتقل الى جهة اليسار أكثر.. وما أصابني بالدهشة أن الجراح نفسه لم يصب بالدهشة حين أخبرته لاحقا بما سمعت ورأيت وقال إنه سمع تجارب مماثلة من مرضى مروا سابقا بنفس العملية!! ... هل مررت - أو تعرف من مر - بمثل هذه التجربة ؟