دفع شح تدفق المواشي النعيمية المستوردة براً من دول سورية والأردن وتركيا بسبب أوضاع الاستيراد المتقلبة - لتزايد أعداد الممتهنين لتجارة تربية الأغنام المحلية عبر رعايتها منذ الولادة وحتى بلوغها السن الذي تصبح فيه منتجاً قابلاً للتداول في سوق الأغنام. وبحسب قول متداولين في سوق الأغنام فقد تضاعفت أعداد مربي الأغنام خلال الثلاث سنوات الماضية بنسبة 50% عما كانت عليه، وذلك في الوقت الذي كان 80% من سوق الأغنام يعتمد على الاستيراد ومن ثم البيع والشراء عبر وسطاء ومتعهدين أو عبر نقاط البيع. وبرغم وجود أكثر من 4% من الأغنام المحلية التي تتم تربيتها في مشاريع ومزارع متخصصة، إلا أن نسبة عظمى من المرابي تتبع للقطاع التقليدي والبادية والأفراد والذي يستحوذ على أكثر من 14 مليون رأس من الأغنام متفوقاً فيه على الحجم الكلي للاستيراد السنوي للأغنام. ومع إيجابية هذا التغيرات في مضاعفة تأسيس قدرات المربي السعودي وزيادة مساحة المرابي الوطنية ودعم الانتاج المحلي للتقليل من الاعتماد على الاستيراد، إلا أن المحاذير تأتي من قلة الربط فيما بين وزارة الزراعة ومربي الماشية والذي يتيح تطوير هذه القدرات الحرة لتجارة الأغنام ومتابعتها بيطرياً، ولاسيما وأن هذه الأغنام ترعى في مناطق معزولة ومتناثرة مما يصعب متابعتها والوقوف على أوضاعها وقائياً. واعتبر عبيد العتيبي أحد الممتهنين لتربية وتوليد الأغنام أن تزايد أعداد المربين هو عودة طبيعية لما كان عليه سوق الأغنام في السابق حيث كانت الدورة الطبيعية للمواشي وحجمها يكفي للاستهلاك والاحتياج، مشيراً أن مربي المواشي أصبحوا خلال الوقت الراهن وعقب ضعف تدفق الأغنام من دول الاستيراد البرية أكثر حرصاً للتمسك والعمل على التوليد، مشيراً أن زيادة أعداد المربين المحلية تخلق استقراراً في الأسعار ووفره في الانتاج في الوقت الذي بدأت المملكة تواجه فيه ممانعات من دول الاستيراد. وكشف في حديث ل"الرياض" أن أغلب الرعاة يعملون لصالحهم دون ارتباطهم بأي أنظمة ادارية أو رخص تجارية، مشيراً أن أسلوب العمل في المراعي وطبيعة المربين لا يتيح لهم التأقلم والتجاوب مع الضوابط البلدية، مستدلاً على ذلك بفشل غالبية المشاريع الصغيرة بسبب عدم قدرتها على تحمل كلفة الأحواش والأعلاف، حيث تتكفل المراعي الطبيعية بغذاء المواشي وتربيتها. وأضاف العتيبي بأن الانتاج المحلي لا يمكن أن يغني عن الاستيراد بسبب حجم الطلب الكبير وبالذات خلال فترة موسم عيد الأضحى المبارك، وأن الدعم الحكومي الذي يمكن أن يتلقاه هذا القطاع وبالذات فيما يخص متابعة هذه الأنعام بيطرياً، وتسهيل الوصول لمراعيها يمكنها على أقل الأحوال في الثبات على أصولها الكبيرة، التي تمثل الملايين من رؤوس الأغنام إن لم تتمكن من مضاعفتها، مؤكداً أن هناك قصوراً كبيراً من فرق الرقابة والكشف الطبي على هذه الأغنام. وبرغم تأكيدات العتيبي بأن نسبة كبيرة من المربين اتجهوا لتربية سلالات الأغنام البلدية والمرغوبة للمستهلك السعودي كالحري والنعيمي والنجدي، إلا أنه لم يتوقع أن يؤدي ذلك لتخفيض أسعار هذه الأنواع من المواشي خلال فترة عيد الأضحى القادم، والذي يعد الأشد حركة خلال العام ككل، لكنه توقع أن تظهر الأسعار بصورة أكثر مرونة خلال العامين القادمين، مبرئاً ساحة مربي الأغنام من أي ارتفاعات للأسعار التي قال ان "شريطية" الأغنام وبعد شرائها من الرعاة والمربين يعمدون لرفع أسعارها من داخل نقاط البيع المباشر.