لم يختلف الوضع في جدة عن الرياض كثيراً بالنسبة للطلب على المواشي وأسعارها، إذ ارتفعت أسعار الأغنام أيضاً متأثرة بالطلب الكبير، إضافة إلى ما اعتبره مربو وتجار مواشي سوء تنظيم وزارة الزراعة لعملية تربية المواشي واستيرادها. ورصدت «الحياة» في جولة بسوق المواشي والأنعام في جدة ارتفاع أسعار الأغنام المحلية والمستوردة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الجمال. وأوضح تاجر المواشي محمد القحطاني في حديثه إلى «الحياة» أن المستهلك يعاني ارتفاع الأسعار، بيد أن «المربي والتاجر يواجه إشكالات عدة تتمثل في سوء تنظيم وزارة الزراعة للمواشي، إذ لا توجد قروض وتسهيلات ولا تنظيم للتطعيمات». وبيّن أن أسعار الأغنام المحلية أكثر ارتفاعاً من المستوردة، إذ إن سعر رأس الغنم المحلية تراوح بين 1400 و1700 ريال، وخصوصاً الأغنام «الحرّي»، والأغنام الكبيرة منها تصل أسعارها إلى 2000 ريال، أما أسعار الأغنام المستوردة «السواكني» والتي يتم تربيتها في المزارع، فتصل أسعارها إلى 1200 ريال. وأرجع القحطاني ارتفاع الأسعار إلى كثرة الطلب خلال شهر رمضان والعيد، والذي يعتبر موسماً للمناسبات والأفراح يقابله انخفاض كبير في العرض، مشيراً إلى عدم وجود إنتاج محلي يلبي تلك الطلبات، إضافة إلى أن غالبية السعوديين لا يفضلون الأغنام المستوردة. وأضاف: «وزارة الزراعة لا تقدّم للمزارعين وتجار المواشي التسهيلات اللازمة من قروض وأراضٍ زراعية خصوصاً المواشي، وعوّضت تلك التسهيلات باستيراد أغنام «سواكني» و«بربري» من السودان والصومال، وهي ليست آمنة، كما أن من أخطاء وزارة الزراعة الفادحة أخيراً استيراد الأغنام الصغيرة التي تبلغ أعمارها شهرين وستة أشهر، إذ إن 20 في المئة من تلك الأغنام تموت نتيجة اختلاف الأجواء في الخارج عن الداخل». وانتقد صعوبة الحصول على تطعيمات وزارة الزراعة، وقال: «يحتاج الحصول على التطيعمات إلى واسطة حتى يتم أخذها بأسرع وقت»، مفيداً بأنها تكون ضد أمراض الطاعون والحمى ونزلات البرد وأمراض أخرى. من جهته، أشار تاجر المواشي فايز الشهري إلى أن استيراد الأغنام من أستراليا لم يحل أزمة ارتفاع الأسعار، ويحقق الاكتفاء من الأغنام في السوق لمواكبة الطلب، مبيناً أن أسعار الأغنام الأسترالية كانت 350 ريالاً، وارتفعت مع كثرة الطلب إلى 800 ريال بنسبة ارتفاع تزيد على 100 في المئة. واعتبر الشهري في حديثه إلى «الحياة» أن ارتفاع أسعار الأعلاف من برسيم وغيره عامل مهم في ارتفاع أسعار الأغنام، إذ إن كيس العلف يبلغ سعره 40 ريالاً، مشيراً إلى أن لديه 400 رأس من الأغنام تستهلك في إطعامها شهرياً 20 ألف ريال. ودعا وزارة الزراعة إلى زيادة التسهيلات وفتح القروض للتجار والمزارعين، حتى يتم زيادة الإنتاج المحلي وتقليص حجم الاستيراد، ما سينعكس على انخفاض الأسعار. بدوره، أرجع المربي علي بن شكري الارتفاع في الأسعار إلى انتعاش السوق بعد حال الركود التي شهدتها خلال الشهرين الماضيين، وقال إن ارتفاع أسعار الأعلاف وراء الزيادة في أسعار الماشية. وبيّن أن المربِّي يعمد إلى رفع سعر ماشيته حتى يعوِّض تكاليف تربيتها، فالمواسم فرصة سانحة لهم، لافتاً إلى أن جميع أنواع المواشي زادت أسعارها بنسب مختلفة، وكانت الزيادة الأكبر من نصيب الأغنام المحلية. وأضاف: «ارتفع سعر الخروف الحرّي إلى 1700 ريال، بينما ارتفع سعر السواكني المستورد من 900 ريال إلى 1200 ريال، إضافة إلى أن أسعار الجمال شهدت ارتفاعاً كبيراً، وبنسبة زادت على 30 في المئة، إذ قفز سعر الحاشي من 3500 إلى 4500 ريال، وقد يتخطى 5 آلاف ريال». وقدّر ابن شكري عدد رؤوس الماشية المتوافرة في المنطقة الغربية بنحو 3 ملايين رأس، إلا أن الطلب زاد من أسعارها إذ قفز الطلب بمعدلات كبيرة جداً.