استقرت أسعار المواشي في أسواق جدة هذا العام خلافاً للأعوام السابقة بسبب توافر أعداد كبيرة من المواشي في الأسواق على رغم زيادة الطلب في شهر رمضان. وأوضح نائب رئيس لجنة تجار المواشي في «الغرفة تجارة جدة» فهد بن سيبان السلمي أن سوق الأغنام بجدة تشهد استقراراً خلال شهر رمضان بدعم من توافر الأعداد الكافية من الماشية من داخل المملكة وخارجها من السودان والصومال، ووصول هذه الشحنات منذ وقت باكر إلى ميناء جدة الإسلامي. وأشار إلى أن توافر المواشي الحية المستوردة من الخارج يقابله نقص كبير في المعروض من المواشي المحلية، وراوحت الأسعار بين 1500 و2000 ريال للرأس، لافتاً إلى أن السوق السعودية تستهلك 7 ملايين رأس من الأغنام الحية سنوياً. وقال: «زاد الطلب على المواشي الحية مع حلول شهر رمضان المبارك بمعدلات تصل إلى 80 في المئة، وراوح سعر رأس (الحري) بين 1500 و1700 ريال بسبب عدم توافره في الأسواق بكميات كبيرة ويصل السعر في بعض الأحيان إلى 2000 ريال، في حين يعتبر (البربري) الأقل سعراً، ويراوح سعر النوع الجيد منه بين 420 و430 ريالاً للرأس. أما أسعار (السواكني) فأسعاره متفاوتة بحسب الحجم، ويراوح سعر الرأس بين 700 و800 ريال للنوع صغير الحجم، في حين يصل سعر الحجم الكبير إلى 1100 ريال». وتوقع السلمي أن تسهم الكميات الكبيرة التي يجري استيرادها حالياً في تغطية حاجات السوق وبالتالي تحقيق الاستقرار المطلوب في الأسعار، وعدم استغلال المواسم والأعياد لرفع الأسعار، لافتاً إلى أن محافظة جدة تأتي في مقدم محافظات منطقة مكةالمكرمة التي شهدت أسواق المواشي بها منذ حلول شهر رمضان المبارك حركة شرائية كبيرة.أما مربي الماشية نايف مبروق، فأوضح أن هناك منافسة كبيرة بين باعة الأغنام أسهمت في خفض الأسعار بنسبة محدودة، مشيراً إلى أن كثرة الأسواق الشعبية للمواشي في المحافظات القريبة من محافظة جدة وتوافر المواشي والمربين بتلك المحافظات، جذب المستثمرين في قطاع الماشية لشراء كميات كبيرة ونقلها المختلفة الأحجام لأسواق محافظة جدة، مشيراً إلى أن المملكة تستورد نحو 70 في المئة من حاجتها من المواشي، من السودان والصومال وإثيوبيا وجيبوتي وأستراليا وغيرها. أما مربي المواشي شاهر النفيعي، فأوضح أن تجارة المواشي وخصوصاً الأغنام، عاودت نشاطها في رمضان وتستمر إلى موسم الحج، إذ تصل إلى الأسواق كميات كبيرة من المواشي وتشهد حلقة بيع المواشي في حي الخمرة بجدة حركة بيع غير مسبوقة نتيجة قدوم المواشي المحلية من المحافظات المجاورة لبيعها داخل جدة. وأشار إلى أن دخول المواشي المستوردة للسوق لن يؤثر في سعر المحلي، إذ إن أكثر الناس يفضل «الحري» المحلي، منوهاً بأن أسواق الأغنام بجدة بدأت تنتعش تدريجياً مع حلول شهر رمضان، موضحاً أن بعض أصحاب المواشي القادمين من خارج محافظة جدة يأتون بالكميات التي لديهم لأسواق جدة تمهيداً لنقلها بواسطة تجار الجملة الكبار لمكةالمكرمة، وبخاصة مع توافد عدد كبير من العملاء الذي يستدعي وجود كميات كبيرة من المواشي في هذا الشهر.أما تاجر المواشي صالح القحطاني، فأوضح أن تكاليف تربية وغذاء المواشي باتت مكلفة جداً، فالرأس الواحدة من الأغنام تتكلف تربيتها 6 ريالات يومياً مرتفعة من 2,5 يومياً، ما أسهم في رفع الأسعار، مطالباً بتصحيح وضع مشاريع المواشي القائمة حالياً لتوفير مخزون من المواشي يكفي حاجة السوق على مدار العام، ويجنب المستهلك التعرض لتقلبات الأسعار. ودعا تجار المواشي بمختلف مناطق المملكة إلى العمل على تعزيز ودعم استقرار الأسعار على المستهلكين، وعدم استغلال مواسم الحج لرفع هذه الأسعار. من جانبه، اعتبر تاجر المواشي خلف القرني أن الفروق في الأسعار بين الأغنام طبيعي، بسبب اختلاف الأنواع والأحجام، داعياً إلى التوسع في إيجاد المزيد من الأراضي اللازمة للمستوردين والتجار لتشجيعهم على إنشاء مشاريع استثمارية في هذا المجال الحيوي المهم وتوسيع نشاطهم فيه، ما سيلعب دوراً في توفير كبير من المواشي.