الشهرة تأتي من خلال منجزات علمية أو فنية أو رياضية وتتكرر بالأفراد أكثر من غيرهم وأغلب من وصلوا إلى الأضواء جاءوا من قيعان المدن أو الأرياف، والغالبية منهم لا يتوافق وعيه مع حالات النجومية والبروز، حتى أن البعض منهم إما يذهب إلى السلوك الأسوأ كتعاطي المخدرات وفي حالات إلى الانتحار، بينما آخرون تستغلهم الشركات وتحولهم إلى سلع بدخول هائلة.. لكن من هم الأكثر بروزاً المغنون والممثلون وأصحاب «الموضات» أم اللاعبون والفلاسفة والأدباء والفنانون التشكيليون أم رجال الأعمال وحتى أصحاب الجرائم الخطيرة والبشعة؟ بلا أدنى شك ان لاعبي كرة القدم العالمية وليست الأمريكية هم من بالصورة العامة الأكثر انتشاراً لأسمائهم وصورهم، وفي عصرنا الراهن نعتقد أنه لو عرض اسم لاعب الأرجنتين وبرشلونة ميسي أو «رونالدو» لاعب ريال مدريد والبرتغال وصورتاهما على أفريقي في إحدى القرى النائية،أو هندي لا يعرف المدينة، لكان حضور النجمين واضحاً ومتداولاً عكس المشاهير الآخرين الذين يشكلون انتشارهم بين طبقات محدودة، ولو كانت عالمية، لكنّ شخصاً مثل ابن لادن قد ينافس نجوم الشهرة بسبب ملاحقة الإعلام له بعد أحداث 11 سبتمبر غير أن من يأتي في السلالم الدنيا الأدباء رغم أن بعض الروائيين تحوّل أعمالهم إلى السينما، لكنّ بقاءهم على سلم الأوائل ينتهي بزمن ليس طويلاً رغم أن أفذاذاً من الروائيين العالميين أصبحوا القاعدة لهذا النشاط حتى أن شكسبير يبقى الأشهر رغم الفاصل الزمني الذي يبعده عن الأجيال، لكنه ظل حاضراً وغيره كثيرون من أدباء أوروبيين وروس، ولاتينيين لحقوا أخيراً ونجيب محفوظ العربي المصري دخل هذا العالم من خلال أعمال فذة عدت إنتاجاً هائلاً رغم أنه بنى عمله الفني من بيئة وأجواء القاهرة وحاراتها.. لو تسأل أي طفل في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية، ما هي أمنيتك في الحياة لرد بأن يكون لاعباً لكرة القدم ينتقل منها للشهرة المحلية والعالمية ونفس الأمر في القارة الأفريقية، عكس ما يفكر به طفل ألماني أو إنجليزي أن يصبح صاحب ابتكار يضيف للحضارة البشرية إنجازاً جديداً، ويحقق معه الثراء وهذا لا يعني أن تلك الشعوب لا تهتم بالنشاط الرياضي ومحاكاة الطفل الأفريقي واللاتيني بآمالهما.. ثمن الشهرة سلبي وإيجابي لدرجة أنه حسب مذكرات الكثير منهم لم تكن حياتهم سعيدة لأنه يخضع لمروجي الإعلانات وهو هدف لأصحاب الجرائم، وهو منعزل عن الحياة العامة بحيث لا يدخل سوقاً أو مطعماً أو أي تجمع عام، إلاّ وتلاحقه آلات تصوير الصحافة والإعلام وحياته العادية ملاحقة لأن المتلصصين عليه يتابعون كل حركاته داخل بيته وخارجه.. وإيجابية بوداع الفقر وسعادة العائلة الصغيرة والكبيرة إن كان صاحب أخلاق تذكره بمعاناة العوز ثم أيضاً المداخيل الهائلة لتأمين حياته ما بعد انحسار الأضواء وهي مكاسب معنوية ومادية غير أن ما يصاحبها من حالات صراع نفسي يبقى جزءاً من أزمة بسبب ضريبة الشهرة.