تاريخ الإسلام يمتلئ بالكثير من المتغيرات التي يتجه إليها الناس حسب نوعية تاريخ الوعي والثقافة.. بين مناسبات تخلف في المفاهيم وأخرى مناسبات تقدم بها.. يأتي الإنسان بتحليلات خاصة مع توالي السنوات تؤخذ فيما بعد كما لو كانت جزءاً متواصلاً أو مفهوماً متواصلاً مع تعليمات الدين وهذا غير صحيح حيث تأتي المفاهيم إما باندفاع نحو تحسن الوعي أو بسبب تراجع تفرضه مناسبات تراجع المفاهيم.. وإذا أعدنا النظر إلى كيف كانت الجزيرة العربية قبل بداية الإسلام ثم حجم ما وصلت إليه من حداثة مفاهيم وأفكار بعد أن طورها الإسلام خصوصاً أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك وجود للأكثرية العربية إلا داخل جزيرة العرب بل ما هو أكثر تباعداً بين ذلك الماضي وما أتى بعده آنذاك من حاضر متميز عالمياً هو أن العرب في عصرهم الجاهلي كانوا متغيبين تماماً بعيداً عن أي حضور عالمي ونعرف عبر قراءاتنا لذلك الماضي كيف أن الدولة الفارسية الراقية آنذاك في قوتها كانت توجد حكماً عربياً خاصاً بها يعزل عنها مخاطر البداوة، نفس الشيء حدث من قبل دولة الجنوب الأوروبي.. الذي تم فيما بعد مذهل ورائع حتى في تقبل العرب لدينهم كانوا أكثر انفتاحاً ومفاهيم الديانة أكثر وضوحاً وجزالة اقتراب من الناس لكن مع الأسف.. ما الذي حدث بعد جريمة الاعتداء على عمر بن الخطاب الرجل الذي وفر للإسلام العديد من توجهات التطور وايضاح المفاهيم لكل قدماء البداوة.. العدوان على الرجل العظيم كان عدواناً على ديانة حولت بجزالة انجاز وبما هو مذهل لدى أبناء بداوة تحولوا إلى رجال عقل وفكر بزمن محدود.. مع الأسف بعد ذلك أتت منطلقات فرض وجود المصالح الخاصة وبالتحديد بعد العدوان ضد عثمان بن عفان ثم علي ابن أبي طالب لتأتي بعد ذلك صراعات قاسية للغاية خصوصاً في بداية العصر العباسي الذي بدلاً من أن يعطي من شاركوه بادعاء اسقاط الدولة الأموية بحثاً عن وجود عدالة عامة فإن أول عدوان يأتي من العباسيين.. طبعاً بعد ذلك وخلال كل مئات أعوام أتت نماذج مختلفة المفاهيم.. مختلفة النوايا.. إن العودة إلى صفاء مفاهيم الإسلام والادراك لوضوح ما كانت بدايته عليه من موضوعية وتعاون وتقارب نحو إسلام واحد.. مع الأسف في هذا العصر.. أعني هذا الوقت.. تأتي إساءات بالغة لديانة الإسلام وعبر ممارسات عدوان وضد من؟.. مع الأسف هذا لم يحدث في عالم آخر وإنما يتزايد وجود القسوة بتزايد عداوات عربية..