لو أردت أن تكتب عن الإسلام السنّي منذ البداية وحتى الآن، فإن الأمر يستلزم مئات الصفحات.. البداية واضحة البراهين أن الإسلام حتى عرب الخلافات والحروب بين أكثريات البداوة في العصر الجاهلي تحولوا إلى توحد اجتماعي رزين العلاقات والسلوكيات ثم انصرف للعزلة أو محدودية المسؤولية بدءاً من العصر الأموي وحتى نهاية العصر العباسي، ثم التواصل مع ما أتى فيما بعد.. وهي امتدادات أزمنة عديدة تم فيها إما عزل الإسلام أو استغلاله بفرض سلوكيات معينة، وفي كلتا الحالتين هناك خروج عن المثالية الرائعة التي حول بها الإسلام عروبة ما بعد العصر الجاهلي إلى جزالة الوجود الدولي في عصر الخليفة عمر بن الخطاب.. في الحاضر العربي.. الحقيقة أن بعضاً من الدول العربية لم تعزل الإسلام عن ضرورات التواجد الاجتماعي ولم تتجه أيضاً إلى مبدأ حروب دينية أصبحت مرفوضة، لكن مع الأسف نشأت توجهات نفوذ لفئات معينة في دول أخرى أرادت أن تحقق فرض سيادتها بفرض ادعاء أنها وحدها من يملك جزالة قدرات الإسلام.. كي يوفر لها ادعاء هذه القدرات وجود السيادة.. هذه السيادة لم تحدث وإنما حدثت صراعات قتالية متعددة لو تأملنا واقع المسافات ونوعيات الخصومات.. أين تحدث وكيف؟.. لوجدنا أن الخلل المحدود ولدى فئات معينة قد دفع بالنظام السنّي إلى واقع خصومات غير مبررة.. أو منطقية فكيف يقتل المسلم مسلماً آخر كما في بعض الدول العربية.. الإسلام وهذا واقع تاريخي لم يكن ديانة متعصبة ولا هو وسيلة نفوذ خاصة فهو الديانة الوحيدة عالمياً التي أنشأت في مرحلة بدايتها وبعض فصول زمنية فيما أتى لاحقاً.. أنشأت تألقاً موضوعياً بإنسانية مذهلة جزالة منطلقات الاستيعاب، ومن الأفضل لمن يشك في ذلك أن يتابع آراء وفتاوى علماء الأزهر الأكثر وعياً وعمقاً عن غيرهم في الدول الإسلامية.. من ناحية أخرى إننا إذا كنا نضيق في المملكة بما هو معروف عن العزلة عند المتدين في أفكاره وقدراته.. وهذا يعني البعض، فهم لا يمثلون خطورة دينية ولم يمارسوا إطلاقاً محاولات تدخل مع آخرين، فهم في سلوكية حسن النية والبعد عن الخصومات أنظف بكثير من فئات قليلة تقفز نحو مواقع التصريحات والخطابة بادعاءات تسيء للإسلام كثيراً ومن حسن الحظ أن عددهم قليل ولا يجدون ثقة عند أي أحد يستمع إليهم..