وقعت في مدينة القدس ومحيطها مواجهات بين السكان والقوات الإسرائيلية على خلفية مقتل الفتى محمد أبوخضير على يد مجموعة من المستوطنين. وشهدت مدينة القدس منذ ساعات الصباح تواجداً مكثفاً لآليات تابعة للجيش الإسرائيلي. وانتشرت الحواجز المرورية في الطرقات مع تزامن الجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك مع حادثة استشهاد الفتى ابوخضير يوم الاربعاء الماضي. ومنعت السلطات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، ولم تسمح بمرور إلا من هم فوق سن الخمسين عاماً من حملة الهوية الزرقاء من أبناء القدس وأراضي 48. كما منعت سلطات تل أبيب أبناء الضفة الغربية من الدخول، مما يمثل كسراً لمفاهمة كانت مستمرةً لسنوات طويلة بين حكومتَي رام الله وتل أبيب. وذكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان لها بعد صلاة الجمعة ان قوات خاصة من الشرطة الإسرائلية اقتحمت المسجد الأقصى بعد انتهاء الصلاة مباشرة. وأطلقت وابلاً من القنابل الصوتية والرصاص المطاطي، فيما اعتلى عدد من القناصة الجدار الغربي للاقصى فوق باب المغاربة، وحصلت مواجهات لفترة محدودة، وبعد وقت قصير، انسحبت الفرقة الإسرائيلية الى خارج حدود الاقصى، وتمركزت خارج الأبواب. في غضون ذلك، تأخرت السلطات الإسرائيلية في تسليم جثمان الشهيد أبوخضير الى ذويه في قرية شعفاط حيث كان مقررا ان يصلى عليه بالتزامن مع صلاة الجمعة الاولى من رمضان، الا انها سلمته بعد ذلك بأكثر من ساعة، من مستشفى "هداسا عين كارم"، حيث احتشد الآلاف للمشاركة في تشييعه. وفي السياق ذاته، أُبلِغ في القدس عن اختفاء آثار طفل قاصر يبلغ من العمر 13 عاماً، في حي وادي الجوز القريب من أسوار القدس، ويُخشَى أن يكون قد تعرض للاختطاف على أيدي المستوطنين. ووصلت قوة من الشرطة الإسرائيلية إلى المنطقة وفحصت كاميرات المراقبة في المكان، في حين لم يتم بعد الكشف عن هوية هذا الطفل، أو التأكد من واقعة اختطافه. وكان المواجهات العنيفة تواصلت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العديد من أحياء وبلدات القدس طيلة ساعات الليل وحتى فجر أمس الجمعة ما أسفر عن أصابة عدد كبير من المواطنين بأعيرة معدنية ورضوض وحالات اختناق، بينما جرى اعتقال نحو 20 شاباً وفتى. ووثق نشطاء بكاميرات شخصية مشاهدَ لعناصر من الوحدات الخاصة "المستعربين" وهم ينقضون على المتظاهرين ويوسعونهم ضرباً ومن ثم يقومون بجرهم على الارض. وكان شبان تمكنوا فجر أمس من محاصرة منزل استولى عليه المستوطنون قبل عامين في بيت حنيا، ونجحوا في إحراق بوابته الرئيسية قبل ان يهاجمهم عناصر الوحدات الخاصة من داخل البؤرة الاستيطانية ويطلقون عليهم النيران. كما اندلع حريق هائل اندلع قرب قاعدة "عناتوت" العسكرية المقامة على أراضي بلدة عناتا، وشاركت أربعة طواقم إطفاء للسيطرة على الحريق، في حين اندلع حريق مماثل في متحف "روكفلر" قرب باب الساهرة، نتيجة تعرضه لإلقاء زجاجة حارقة.