وسط حالة من الغضب الشديد شيع الآلاف الفلسطينيون جثمان الفتى الشهيد محمد حسين أبو خضير "17 عاما"، في بلدة شعفاط في مدينة القدس بعد 3 أيام على اختطافه وقتله وإحراق جسده من قبل مستوطنين إسرائيليين.وردد الفلسطينيون صيحات "الله اكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" وهم يحملون جثمان الشهيد على أكتافهم في شوارع البلدة التي شهدت على مدى اليومين الماضيين مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة العشرات واعتقال العشرات أيضا.وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة شعفاط في وقت تدفق إليها الفلسطينيون من كل أنحاء القدسالشرقية للمشاركة في تشييع الجثمان.وما زالت السلطات الإسرائيلية ترفض الإقرار بأنه قتل على أيدي المستوطنين، حيث قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "يتسحاق أهارونوفيتش": "إنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت جريمة قتل الفتى أبو خضير قد ارتكبت على خلفية جنائية أو قومية متطرفة"، وأضاف: "إن خِيرة المحققين يعملون على حل لغز هذه الجريمة ".وجاء تشييع الجثمان في وقت تشهد فيه مدينة القدس انتفاضة جديدة وخاصة في ساعات الليل، دون أن يكون من الواضح إذا كانت ستستمر في الأيام القادمة. من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة أمس، وحصلت مواجهات لفترة محدودة، وبعد وقت قصير، انسحبت إلى خارج حدود الأقصى، وتمركزت خارج الأبواب.وقد حرم الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من المصلين من أداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، ولم يتمكن إلا 6 آلاف مصلٍ فقط من الصلاة في الأقصى، في وقت كان يؤدي ما يزيد عن 250 ألفا صلاة الجمعة في مثل هذا اليوم في السنوات الماضية.واستنكر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى في خطبة الجمعة، بشدة إجراءات الاحتلال ومنع عشرات آلاف المصلين من أداء صلاة الجمعة في الأقصى، وأكد أن المسجد حق خالص للمسلمين وحدهم.واضطر المئات من المصلين ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما للصلاة عند بوابات المسجد قبل أن تندلع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من المواقع في المدينة. إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية إن مصر بذلت جهودا على مدى الأيام القليلة الماضية لتثبيت التهدئة في قطاع غزة بعد أن لوحت إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد القطاع في أعقاب استمرار إطلاق الصواريخ. وذكرت مصادر إسرائيلية، أن فلسطينيين أطلقوا 45 صاروخا على جنوبي إسرائيل ليل أول من أمس، فيما تم إطلاق 125 صاروخا في فترة الشهر الماضي. وقد أعلن مسؤولون إسرائيليون أن الحكومة الإسرائيلية ستكون مستعدة لهدوء مقابل هدوء في غزة.