يا حي من بالحلم جا عانيٍ لي صاخٍ لنا بالوصل جالي ثناياه ياليت ما بالحلم علمٍ حصل لي ولعل زولٍ نبهن من فداياه ان شفت زوله عدني مسفهلي وان غاب لو قلبي بعيدٍ تحراه لا اقبل كما برقٍ بمزنه يهلي ينوض في ركن السدا بأمر الإلاه يا عنق ريميٍ جفل مستذلي وحازوه طيشان العرب عن شغاياه اقفى جفيل وقلت ذا زول خلي خامر جديله بالتمر لين غذاه خلف على القناص جا من تعلي يبلج عيونٍ بالغطاليس تقداه ياليت بالدنيا غدا مسهمٍ لي يوم أن كلٍ بالقلم خط ما جاه من عقبها ننسى دروب التسلي جميع لباس الحمر ما اتمناه انا اشهد ان مالي حذاته مسلي من علق الخلخال من فوق ما طاه البيض في كفه ولا يرجحن لي وازنتهن يالشوق عندي مثناه من لامني عساه يبلى بسلي دايم عليلٍ ناقلٍ داه برداه الشاعر: محمد بن هذيل الرسلاني وقد استقر في بلدة صبيح في القصيم فترة زمنية ولم أجد من حدد زمنه ولكن وجدت دلالة في قصيدة للشاعر قدم لها العمري (وله يمدح مشعان بن هذال) وقد ذكرت المراجع النجدية أن مشعان بن هذال توفي قريباً من بلدة الشماسية في القصيم عام 1240ه ، ومطلع نص شاعرنا ابن هذيل: عديت أنا راس حمراً رجمها عالي وانا مريح الخواطر قبل أوايقها ومنها قوله: ما جيت من نجد عانٍ يا ابن هذال باغيٍ لي حاجةٍ والله يوفقها الدين ياريف الانضا موزيٍ حالي وأبي لعلك بتال العمر تعتقها فنجد في الأبيات دلالة على أن الشاعر ابن هذيل لما قدم على مشعان بن هذال كان كبير سن مما يعني أنه ولد في النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري وعاش إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري. دراسة النص: هناك شعراء كثر لا نعلم عنهم شيئاً ولم تحفظ نتاجهم المجاميع الشعرية المطبوعة، ولو لم يكن هناك حرص من جامعين ومدوني المخطوطات الشعرية وانتباههم لهذا الجانب في زمن متقدم لفقدت ذاكرتنا الثقافية الشعبية الكثير من الشعراء والنصوص، ولاشك أن للصويغ والربيعي والعمري والدخيل وغيرهم دورا عظيما في حفظ هذا النتاج الأدبي المهم والذي يعكس صورة واضحة الأبعاد عن حياة المجتمع في فترات زمنية مختلفة، وشاعرنا محمد بن هذيل أحد من حفظت نتاجهم المخطوطات ولذلك بعد نشر الجزء السابق وجدت بعض الأخوة من المتابعين والمهتمين يتصل ويسأل عن الشاعر وإن كان له نصوص أخرى؟ ونحن من هذا المنبر (خزامى الصحارى) نحتفي ونقدر هذا الاهتمام الذي يمثل دافعا مهما لنا في تقديم المزيد. وبالنظر للنص الذي بين يدينا نجد أن الشاعر بدأ قصيدته مرحباً بحبيبته التي جاءت إليه في حلم ويبدو أنه كان يعاني من لوعة الفراق فلذلك كان احتفاؤه بهذه الزيارة مميزاً رغم إنها لا تعدو أن تكون أضغاث أحلام ويتمنى لو أنها واقع حقيقي، ثم أن الشاعر يبدي امتعاضه وغضبه على من أيقظه من نومه فأفسد عليه مواصلة حلمه الجميل، ويدعو على ذلك الشخص أن يكون فداء لتلك الحبيبة، ليؤكد مدى فرحه وسروره بمشاهدة حبيبته متذكراً قدومها عليه وكأنها ضياء البرق اللامع في السحاب الممطر، ويشبه عنقها بعنق غزال الريم الذي استشعر الخوف فهرب مرعوباً بعد أن حاصره مجموعة من الصيادين المتهورين فابتعد فاراً عن مداخل الجبال التي يكمن فيها، ثم يتمنى لو أن حبيبته كانت من حظه يوم أن كتبت الأقدار في اللوح، فبعد فراقها لم يعد له رغبة باللهو أو النساء الجميلات ممن يرتدين الثياب ذات اللون الأحمر، ليؤكد أنه لا يأنس ويسر إلا بقرب تلك الفاتنة التي تضع حلي الزينة ( الخلخال) في أسفل الساق من حد القدم، ثم يبين منزلتها من نفسه حيث يرى جميع النساء ذوات البشرة البيضاء في كفة ميزان وهي في الكفة الأخرى، ثم يختم قصيدته بالدعاء على كل من يلقي باللائمة عليه في هذا العشق وان كل من يفعل ذلك يبتلى بمرض السل إمعانا من الشاعر في زجرهم عن الحديث معه في الانصراف عن تلك الحبيبة، ويبدو أن أسلوب التهديد هذا ذو فائدة عند الشاعر فقد كرره في نصوص أخرى فيها من الأحلام والأمنيات العاطفية الشيء الكثير بما يعكس حجم الحرمان الكبير الذي يعاني منه الشاعر ولا يشعر به أو يقدره من حوله ومن ذلك هذا النص: يا الله يا محصي جميع المخاليق يا عالم اللي كان واللي يكوني يا غافر الزلات يا فارج الضيق يا ناثر الما من عياز المزوني يا عالم اللي خافيٍ بالصناديق يا قاضي الجما من أم القروني علمٍ سمعته غلقن وايبس الريق والنوم عين لا يبنه عيوني يذكر شبيه اللي حدوه التفافيق عقب العواف امسى حياته ظنوني يا الله يا بلال الاشفاق بالريق انك اتدافع عن غضي العيوني عليه جن دموع عيني تدافيق ابكي خفا والناس ما يعلموني واللي يلومن في غزيل سواحيق يعطى البرص وايضا بعقله جنوني ما ذاق حر فراق سمر المفاريق همص المواطي داعجات العيوني خشف المها اللي شلق القلب تشليق ليته يجي عندي يداوي طعوني ياليت انا وياك بمقيعدٍ ضيق هو قيمة الاثنين والا فدوني الربيعي مخطوط نص ابن هذيل