يقول السبيعي والسبيعي محمد وجع الكبر ما أظن فيه طبيب الى قلت ناشص رجلي اليوم مشوي نقر بالظهر لما يحناه يعيب وجودي على عصر الصبا وجد مولع بمصافق العيرات طاح صويب صويب ومشفق بالحياة وخلي يصيح ولا له بالصياح مجيب خلي بدارٍ خلوة الانس بالخلا خلوٍ جنابه ما عوى به ذيب ولا تناس الا على اكوار ضمر كبار الثنادي والغوارب شيب يا عونة الله يا ربوعٍ غدوا لنا جمال المحامل والحصى وخشيب الى جيتهم محتاج قضاي حاجه الى وجدوا عندك تراه قريب اعني مبارك والفهود عياله عساهم من طيبا يجيهم طيب بدعت بجوٍ فيه تسعين عيلم جمامٍ تطاما في جناب شعيب وقالوا ترفض عن شبا الحزم بالسهل وصار الصفا لي مسهم ونصيب وعرفت نصيبي واتبعت جماعتي من فوق مبري الذراع نجيب ما فوقه الا شربةٍ لي عن الضما وجويعدٍ غزله يكون لبيب اولاد رسلان الى صاح صايح الى ذاك مذبوحٍ وذاك صويب أنا جيتكم من نجد حادين حادي ولا ينفع اللازم بغير مصيب الشاعر: محمد بن هذيل الرسلاني وقد استقر في بلدة صبيح في القصيم فترة زمنية ولم أجد من حدد زمنه ولكن وجدت دلالة في قصيدة للشاعر قدم لها العمري (وله يمدح مشعان بن هذال) وقد ذكرت المراجع النجدية أن مشعان بن هذال توفى قريباً من بلدة الشماسية في القصيم عام 1240ه ، ومطلع نص شاعرنا ابن هذيل: عديت أنا راس حمراً رجمها عالي وانا مريح الخواطر قبل أوايقها ومنها قوله: ما جيت من نجد عانٍ يا ابن هذال باغيٍ لي حاجةٍ والله يوفقها الدين ياريف الانضا موزيٍ حالي وأبي لعلك بتال العمر تعتقها فنجد في الأبيات دلالة على أن الشاعر ابن هذيل لما قدم على مشعان بن هذال كان كبير سن مما يعني أنه ولد في النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري وعاش إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري. مناسبة النص: جاء في مقدمة النص (مما قال ابن هذيل يمدح مبارك راعي صبيح) وصبيح بلدة في غرب القصيم بالقرب من بلدة الرس ويفهم من سياق النص أن الشاعر حاول أن يتحول من حياة البدو والترحال إلى حياة الحضر والزراعة والاستقرار ولكن لسوء حظه لم يفلح فرحل لاحقاً بقومه شمال الجزيرة العربية. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته متبعاً نهج الشعراء القدماء في وسم مطلع القصيدة بذكر اسمه ولقبه المشتهر به، ثم يبين لنا أن الأوجاع المصاحبة للتقدم في العمر ليس لها دواء أو معالج، وفي هذا دلالة على أن الشاعر قال هذا النص على كبر، فكلما أحس أن أوجاع رجله قد خفت وتحسن إلا وقد أصابه في ظهره ما يجعله ينحني من شدة الألم، ثم يتحسر متمنياً أيام الصبا والفتوة واصفاً حالته بحالة من أصيب في معركة جرت على ظهور الإبل فوقع جريحاً ولكن ما زال لديه أمل في الحياة وقد تركه قومه في أرض المعركة طريحاً يستصرخهم لإنقاذه، فلا يجد منهم من يلبي استغاثته، فبقي وحيداً في أرض خالية من الناس موحشة النواحي لا يسمع فيها صوتاً أو حتى عواء الذئب ولا يستطيع أن يصل إليها أحد ومن يريد أن يقصدها فلا بد أن يكون ممتطياً الإبل الضامرة البطون العريضة الصدر التي اعتادت على قطع الفيافي الخالية فأصبح شعر الغارب منها مبيضاً من كثرة وضع الرحل عليها للسفر، ثم أن الشاعر يدعو الله ويرجو منه العون ليؤكد أن هناك من رفقائه من أصبح شبيهاً بتلك الجمال القوية التي تحمل ما يوضع عليها من حمل سواء كان حجراً أو خشباً، كناية عن حملهم عنه ما يثقل كاهله من الدنيا ومساعدته فلا يأتي إليهم في حاجة يملكونها إلا وحصل عليها دلالة على كرمهم، ليؤكد أنه يقصد بذلك من سماه (مبارك وأبنائه) ويدعو لهم بالخير ليذكر قصته حيث حفر بئراً في سهل مستوٍ قد حفر فيه الآخرون تسعين بئراً وجميعها غزيرة الماء في ناحية الوادي بعد أن أشاروا عليه أن يترك الأرض الصخرية الوعرة ويحفر في السهل ومع ذلك فقد اعترض في مكان حفر البئر صخرة صلدة (صفاه) لم تمكنه من الوصول للماء فأدرك أن هذا قدره ونصيبه مهما اجتهد فلحق ببني قومه البدو ممتطياً جملاً أصيلاً قوي الذراعين لا يحمل فوقه سوى قربة ماء صغيرة خوفاً من الظمأ و(جويعد) تصغير (جاعد) وهو فرش من جلد الماعز فيه شعر كثيف يوضع على الشداد ليقي الراكب، ثم أن الشاعر يمتدح بني قومه (أولاد رسلان) مبيناً أنه قد أتى إليهم من نجد بعد أجبرته الظروف على ذلك.