سلامٍ أحلا من الجلاب ناضحه وأخن من فايح الريحان فايحه والذ وأحلا من ألبان البكاره صارت على الرس سارحةٍ ورايحه وألذ من شربةٍ في غول مهمه من قلتةٍ قد سقاها وبل رايحه حابٍ على جالها من فوق جانبها كهفٍ ظليل ومن فوق الكهف لايحه تبرد لظى عطشانٍ قد أدركه من واهج القيض حامي لفح بارحه جزوا وثنوا حسانيك القدام لنا اللي الايام لي بالوصل سامحه ايام ما فرقت الايام جيرتنا والبين عنا مغيباتٍ سوارحه القلب في طرب والواشي في تعب ايام صرف النيا ما صاح صايحه يا ايها المرتحل من فوق منجدل بعيدٍ لرد المماسي عن مصابحه بكرٍ طويل الخطا مرمات مهمه قيزانها في غزيز اللآل طافحه وش كن زوله الى دلولا براكبه وستن بالبيد وتتلا روامحه دلوٍ فراز هفت من كف جاذبها وستتلت الحبل لم الجم طايحه بلغ سلامي الى مشكاي مسندي حيثه بيفهم بعنواني وناضحه زبن المشافيق جماز الجفيف ومن نهار الوغى تشكى جوايحه قل وش تعشق يا جماز في سجن غالي وقفت الايام رايحه من غير لا بغضا ولا زهدى بداع الفراق ورجل البين رامحه فاكن مابي بصدري ويهيضه نوح الحمام الى ما ناح نايحه ماهيب لاشعوا ولا دنا قصيره الا ولا طمبة الاطراف كالحه الا من البيض معطارٍ خدلجه عمهوجةٍ من غزير الزين مايحه الشاعر: لم أجد له اسماً سوى ما جاء في تقديم النص عند هوبير"مما قال ابن جمعان" وبالنظر في النص نجد أن الشاعر يشاكي ويمتدح من سماه"جماز الجفيف" في هذا البيت: زبن المشافيق جماز الجفيف ومن نهار الوغى تشكى جوايحه وجماز الجفيف هو جماز بن حمد بن حمدان الجفيف من أهل القرن الحادي عشر ومطلع الثاني عشر الهجري حيث انتقل والده حمد من منازل قبيلته في الأحساء إلى روضة سدير ومنها إلى شقراء وانتقل جماز من شقراء إلى القويعية. كما أن أسلوب الشاعر ولغة النص تؤكد أن شاعرنا من القرن الحادي عشر الهجري. دراسة النص: يعتبر مخطوط هوبير هو المصدر الوحيد للنص رغم سوء الخط وسقوط بعض المفردات ويبلغ عدد الأبيات فيه عشرين بيتاً وقد أوردها إبراهيم العريفي في "ديوان العريفي" نقلاً عن هوبير وقد حصل على النص عند العريفي بعض الاختلاف نتيجة أخطاء مطبعية وعدم القراءة الصحيحة لمفردات النص مما أضطره للتعديل لضبط الأبيات، وعند التدقيق يبدو أن تصوير المخطوط قد بتر الأبيات الأخرى من النص فالسياق المعنوي للنص يدل على أن هناك أبياتاً تكمل النص فالبيت الأخير بين يدينا لا يتوقف عليه الشاعر، كما أن الصفحة التي تليه جاءت أبياتاً تكملة لنص الشاعر بركات الشريف وهو نص متقدم في ترتيبه داخل المخطوطة على النص الذي بين يدينا مما يقوي شكنا في سقوط جزء من أبيات النص محل الدراسة ولعل الحصول على صورة مكتملة من المخطوط يكشف لنا في قادم الأيام ما سقط منه، فالشاعر بدأ قصيدته بالسلام المعطر الذي رائحته تفوق رائحة الريحان وأن له لذة وحلاوة كحلاوة لبن صغار الإبل التي تصبح وتمسي تشرب من ماء المطر، بل أن سلامه ألذ طعماً من شربة الماء في وسط الصحراء الخالية وتكون من ماء في تجويف حجري طبيعي حفظ ماء المطر تحت ظل كهف وفوقه حائط جبلي أي ظل على ظل فتكون الماء بارداً والشراب منه يطفئ الظمأ بعد حرارة الصيف وسخونة الرياح الجافة، وأن هذا السلام المحمل بكل عطر ولذة هو جزاء لإحسان سابق من الحبيب عندما كانت الظروف مواتية للقاء الأحبة قبل ان تفرقهم الديار بعد أن كانوا جيراناً وقد كانت تلك الأيام هي الأجمل عند الشاعر ليخاطب النجاب المغادر على ظهر راحلته التي تمتاز بصغر السن والسرعة ويشبه انطلاقتها بالراكب كانطلاق الدلو من يد الجاذب لها وكيف أنها تنحدر بسرعة إلى أسفل البئر يتبعها الحبل، ليعود الشاعر موصياً النجاب بإبلاغ تحاياه إلى من يعتبره عونا ومسانداً له وأنه يفهم ما يريده منه دون أن يصرح له بشيء ويمتدحه بأن الناس تقصده للمساعدة عندما تضيق عليها السبل ويسميه "جماز الجفيف" الذي يمتاز بالشجاعة والإقدام في وقت الحرب حيث تشتكي منه الأعداء كونه سبباً في خسائرها الفادحة، ثم يوجه خطابه لجماز متسائلاً عن سبب منعه من إدراك مقصده وقد مضت عليه الأيام واصفاً حالته وكيف أنه يحاول الصبر ولكن عند سماعه لصوت الحمام يصيبه الحنين والشوق فيتذكر تلك الحبيبة التي ليست بالمرأة الطويلة ولا القصيرة وليست غليظة الأطراف الجافة البشرة، بل هي من النساء البيضاوات البشرة المرتوية الجسد في ترف ونعومة ولين وأن بها من الجمال والفتنة الشيء الكثير. مخطوط قصيدة ابن جمعان