يا قارع الدمام سم واقرعه واعطيك عذقينٍ ليالي الصرام سقوى سقى الله وادي المجمعه من رايحٍ يوضي بجنح الظلام الزرع مايسقم لمن ضيعه والطرش ما يسني بليا طعام يا ذا الحمام اللي لا كن لعلعه فوق الجرايد والخلايق نيام بالله عليك الصوت لا ترفعه تقعد غريرٍ سابحٍ في المنام توه صغير الديد ما يرضعه مستنكرٍ عقب الرضاع الفطام إلى سرى فاسري على مربعه ثم ارجعي من بعدها للمنام الموت جاني ما قويت أمنعه موزٍ بحالي وا هني الفدام خلخال سيدي وان مشى يقرعه قرع الجرس للي تقود الجهام الصاحب اللي عشرته هسمعه عليه مني كل يوم ملام والصاحب اللي كز لي مردعه عليه مني كل يومٍ سلام شوفي بعيني مخطره يذرعه يسري تويلي الليل يم الهدام الشاعر: شاعر من الجن بحسب ما جاء عند محمد الثميري في الفنون الشعبية في الجزيرة العربية برواية محمد الضويحي من أهل المجمعة نقلاً عن علي السناني الذي سمعها من الجن مباشرة. المناسبة: جاء في الفنون الشعبية في الجزيرة العربية نقلاً عن علي السناني من أهل المجمعة أنه نام في كهف في شعيب المشقر الذي تقع عليه المجمعة فسمع الجن تغني بأبيات القصيدة. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته مخاطباً ضارب الطبل (الدمام) ويأمره أن يسمي بالله ويبدأ بالضرب عليه وأنه سيكافئه لقاء ذلك بعذقين من التمر في وقت صرام النخيل، ثم يدعو الله أن يسقي وادي المجمعة من السحاب الممطر ليلاً والذي برقه يضئ الظلام، ومؤكداً على أن الزرع لا يجلب الغنى لمن لا يعتني به وكذلك الإبل التي يستخرج عليها الماء من الآبار لا تقوم بعملها دون علف، ثم يخاطب طائر الحمام الذي يصدر أصواتاً بعد أن استقر على جريد النخل وقت نوم الخلق، ويتوسل إليه بأن لا يرفع صوته كي لا يصحو ذلك الطفل الصغير السن الذي هو حديث عهد بمنعه عن رضاعة أمه، ثم يبين حالته وأن العشق قد أضر به ويشعر بدنو أجله غابطاً الرجل الذي لا هم له، ثم يصف خلخال حبيبته والصوت الذي يصدره حين مشيها به مشبهاً إياه بصوت الجرس الذي يوضع في عنق الناقة (المزيونة) التي تسير في مقدمة القطيع، ثم يبعث سلامه لتلك الحبيبة التي أرسلت له شيئاً من حليها ويتذكر كيف أنها تأتي مسرعة آخر الليل إلى مكان اللقاء الذي يجمعهم في البيوت الخربة. المقارنة بين الروايات في شاعر النص: نجد ان ابن يحيى في مخطوط لباب الأفكار في غرائب الأشعار نسب النص لابن لعبون وجاء عنده النص هكذا: يا ذا الحمام اللي لا كن لعلعه فجعت حالي والخلايق نيام بالله عليك الصوت لاترفعه ذكرتني خلٍ بماضي العوام الموت جاني ما قويت أمنعه موزٍ بحالي واه ني الفدام سقوا سقى الله وادي المجمعه من بارقٍ جنح الدجى ما ينام يا قارع الدمام سم اقرعه حيثك للمراجل صبيٍ غلام الصاحب اللي عشرته همسعه عليه مني كل يومٍ ملام والصاحب اللي كز لي مدرعه عليه مني كل يومٍ سلام و(...) الاسمر بينٍ مرتعه ما ياكل الا من قمعة السنام شوفي بعيني مخطره يذرعه يسري تويل الليل يم الهدام وبمقارنتها مع ما جاء عند الثميري والحمدان نلاحظ أن ترتيب الأبيات اختلف واختلفت تراكيبها ومعانيها وزاد وأسقط بعض الأبيات، فجاءت ركيكة مهلهلة المعنى وهذا لا يتناسب مع شاعرية ابن لعبون وأسلوبه الشعري، كما أن ابن لعبون لم يكن من أهل المجمعة أو يسكن فيها وإنما ولد ونشأ في ثادق ومنها غادر الى الزبير ولم يعد، بينما الشاعر هنا يذكر وادي المجمعة، كما أن عبد الرزاق العدساني في دراسة للنص منشورة أكد أنه "لا يحمل أي صفة من صفات شعر ابن لعبون و أن اللهجة النجدية تتجلى به" وعند التدقيق نجد أن النص يختص في كلتا الروايتين بوادي المجمعة والثميري من أهل المجمعة وراويها الضويحي من أهل المجمعة أيضاً وينقلها عن علي السناني من أهل المجمعة وابن لعبون زمنه متقدم عليهم ولو صح أنها له فلقصائده شهرة وتداول لم تكن لتخفى على الآخرين حين ادعائها للجن، ويبدو أن هناك من حاول أن ينسبها لراويها الأول علي السناني كهروب من إلحاقها بالجن فنجد أن محمد الحمدان في ديوان السامري والهجيني علق بأن فهد السناني يؤكد أن شاعر النص هو علي السناني وليس للجن، ولن نقبل منه ذلك دون دليل طالما من نسبت له (علي السناني) يؤكد نسبتها للجن ويذكر قصتها. ابن يحيى ينسبها لابن لعبون ابن يحيى محمد الثميري