الإعلان الترويجي لا يمثل المسلسل وعليكم مشاهدته للحكم, فالإعلان لا يمثل الحقيقة.. هذا ما يسمى العذر الأقبح من الذنب الذي تلجأ له بعض القنوات عندما يهاجم أي مسلسل من قبل الجمهور الذي شاهد الإعلان الترويجي الذي أثار حفيظته لأنه تصور الأحداث وفق ما تضمنه هذا الإعلان ولهذا إذا كان المحتوى خلاف الإعلان الترويجي فلماذا يتم اختيار إعلان يجلب الخسارة لمجرد الإثارة؟. من المعروف أن الإعلان الترويجي هو اختيار لأهم المقاطع التي يمكن أن تشد المشاهد لمتابعة أي عمل ومن يقومون بعمل الإعلانات الترويجية لأي منتج يركزون على الفئة المستهدفة ولهذا قد ترى إعلاناً ترويجياً لأحد الأفلام والذي يحتوي على مشاهد ساخنة رغم أنها لو انتزعت من ذلك الفيلم لما أفقدته موضوعه ولكنها لغة لجذب فئة من المجتمع يرى صانع الإعلان أنه يحتاجها دون سواها ولهذا تقع الكثير من المحطات العربية في خطأ الخلط بين الترويج للأفلام والترويج للمسلسلات فالفيلم ضيف خفيف يأتي 90 دقيقة ويرحل أما المسلسل فضيف ثقيل يسكن في بيوتنا 30 يوماً ولهذا يجب أن يكون ضيفاً محترماً حتى يمكن أن نستضيفه كل هذه المدة. المعيب في عمل بعض القنوات هو إنتاجها لمسلسلات لا تتناسب وقيمة شهر رمضان المبارك ولهذا تأتي الإعلانات الترويجية لتلك المسلسلات بشكل يجعل الفرد منا يقول "اللهم إني صائم منذ شهر رجب كل عام" والخطأ الأكبر أن القائمين على إنتاج هذه المسلسلات يرون في رمضان موسم عرض ولا يكترثون بأنه موسم عبادة فيجد المتابع لهذه الإعلانات نفسه في غضب وحرج أما الغضب فلأنه يؤمن أن هذا شهر للعبادة ولا بأس من الترويح عن النفس ولهذا ما يمكن تجاوزه في غير رمضان يفترض أن يكون خطاً أحمرَ في رمضان. فما بال هذه القنوات تضخ كل أموالها للإنتاج في شهر واحد فقط وتمنح أكثر من 90 % من ساعات بثها في هذا الشهر لهذا النوع من الإنتاج أما نسبة 10% الباقية أو الأقل منها فتستغفر فيها تلك القنوات عن ذنوبها بإقحام برامج وعظية أو إرشادية لتقول إنها تحترم قيمة هذا الشهر. والسؤال الكبير إلى متى ورمضان هو موسم عرض إنتاج العام؟. والسؤال الأهم هل رمضان اسم يرتبط بالطاعات أم بأضخم الإنتاجات التي لا تتناسب في كثير منها مع رغبتنا في أن نصون أعيننا وأسماعنا عما يباعد بيننا وبين ما يقربنا إلى الله؟.. هذا عن الغضب أما الحرج فلأننا نشعر أن هذا الغزو قد تمكن من بيوتنا فأبناؤنا في إجازات وهذا الجديد والزخم الضخم على الشاشات يجعل ليلهم تمتد إلى الظهر سهراً وباقي نهارهم نوماً استعداداً لحلقات جديدة تمتد على مدار ثلاثين يوماً. في السابق كان الإنتاج الرمضاني يقتصر على فترة ما بعد المغرب وشيء من فترة السهرة. وتكتفي كل قناة بإنتاج ثلاثة أعمال كحد أقصى أما اليوم فتنتج بعض القنوات 12 مسلسلاً لرمضان تغطي بث 12 ساعة وتعاد في ال 12 ساعة المتبقية من اليوم وكل هذا عزيزي المشاهد لنكون بصحبتك في شهر رمضان الذي يعني لنا مهرجاناً للإنتاج ومهرجاناً للإنفاق ومهرجاناً لقبض أعلى الإيرادات من الإعلانات هذا هو همنا في كثير من القنوات وهذا ما يجمعنا بكم في رمضان فإن كانت لك وجهة نظر أخرى فليس لك منا إلا أن نقول يؤسفنا أنك لا تقدر كل مجهوداتنا لنروح عنك في رمضان وعلى مدار الساعة و"اصطفل" قصدنا "عقلك في راسك تعرف خلاصك"..