مؤسف أنهم من ابناء الإسلام، ومؤلم أن يقوموا باستغلال هذا الشهر واسمه استغلالا سيئا؛ فهم يلصقون به ما ليس منه، بل هو براء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فتجدهم يروجون لإنتاجهم ومنتجاتهم مع قدوم سيد الشهور. مسلسلات رمضانية، وأفلام، ومسابقات، ومنتجات غذائية... والقائمة تطول، بأساليب سمجة ودعايات لا تليق بخير الشهور. أليست هذه إساءة لمثل هذا الضيف الكريم الذي أوشك قدومه وقرب حلوله؟ وإن تعجب فعجب إتاحة الفرصة لهم وفتح الباب على مصراعيه أمامهم، بل إن الباب - كما يبدو- بات بلا مصراعين فاقتحموه وباتوا يعيثون كيف شاءوا. إن من المدهش أن تقف الوزارات والجهات المعنية أمام هذا الكم الهائل من الدعايات والإعلانات المشينة موقف المتفرج الذي لا يحرك ساكنا، وترك الحبل على الغارب أمام ضعفاء النفوس والمسوقين لاستغلال فرصة قدوم شهر رمضان ليخرجوا للناس هذا الغثاء من مسلسلات وأفلام ومنتجات وغيرها . بات المشاهد غير آبه بما يطلق عليه كلمة (رمضاني ) والسبب أنها ألصقت بكم كبير من الأشياء، ففقدت قدسيتها وباتت في منأى عن الحصانة، مع أنها النسبة لهذا الشهر المبارك عند المسلمين والذي فرض الله صيامه، وله منزلة خاصة لا تضاهيها منزلة. والناظر للتجار وغيرهم من شركات الإنتاج والمسوقين يجد أنهم يعدون العدة منذ زمن بعيد لإيجاد مواد يطلقون عليها هذه الصفة، وهو ما لا يقبله ذوو الفطرة السليمة، وكون هذا المنتج سيعرض في رمضان فإن رمضان يفترض أن يكون في منزلته السامية، ومن المعروف أن كل هذا الإنتاج يستمر بعد رمضان، وبالتالي فإلصاق كلمة رمضان به ما هي إلا من باب الاستغلال المقيت لهذا الشهر. والمفترض أن تقوم كل جهة بدورها في تحصين وحماية هذا الاسم مما قد يشوبه من تشويه بأي أسلوب كان؛ فوزارة التجارة تمنع كل تاجر من أن يذكر في تسويق منتجاته هذه الكلمة، وهكذا وزارة الثقافة والإعلام فالدعايات للمسلسلات والأفلام والمسابقات وغيرها لا ينبغي أن يكون هذا الشهر مدعاة لتسويقها وبث الدعايات الترويجية من خلال هذه الكلمة. أما علماؤنا ومشايخنا ففي تصوري أن دورهم الرقابي ضعيف جدا إن لم يكن معدوما، فالانتصار لهذا الشهر كان يفترض أن يحظى باهتمامهم، وأن يكون موقفهم قويا في تحصينه ومنعته؛ فشهر رمضان شهر عبادة وقرآن وليس للتسويق والدعاية والإعلان، وبخاصة إذا كان هذا الأمر لشيء مسيء له. فهل يتحرك الجميع ويقومون بواجبهم لحماية كلمة (رمضان) من الإساءة و الامتهان؟!