[frame="23 100"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY]عنوان هذا المقال منذ بداية شهر شعبان والجميع يسمعه ويشاهده ويقرأه في كل يوم بل يصل إلى كل ساعة وهذه العبارة هي بلا شك محفزة ومذكرة بقرب أفضل الشهور وأبركها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وهو الشهر الكريم الذي ينتظره عباد الرحمن كل عام بكل حب وشوق , فيه يقوم المسلمون بشعيرة الصوم وهم بذلك يؤدون أحد أركان الإسلام الخمسة الواجب على المسلم أداءها هذا الركن الذي استخلصه خالقنا له جل في علاه فكما روي في الحديث القدسي الشريف الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه( قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) الحديث . في رمضان المبارك هذه العبارة لا تقال للتحفيز والتذكير بخيرات شهر رمضان بل هي تهدف لعكس هذا فهي توجه وتحفز وتذكر الناس بالموسم السنوي لعرض أحدث ما أنتج من المسلسلات والمسابقات والبرامج الترفيهية وغيرها من التفاهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وكأن هدف هؤلاء المنتجين والمسوقين التعتيم الذي يصل في بعض الأحيان إلى الحجب على روحانية وجمال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك فهم بهذا الإنتاج الضخم يجعلون الأنظار مشدودة للشاشات منتظرين ما يعرض فيها من المسلسلات والمسابقات والبرامج الترفيهية التي ليس الوقت والزمان مناسب لعرضها , ففي الليل الناس تتابع وفي النهار يراسلون ويتصلون للمشاركة وحل أسئلة هذه البرامج والمسلسلات والتي يعتمد حلها على ما تم مشاهدته بالليل( يعني شاغلين الناس بالليل والنهار ) فأي وقت يجده الناس للعبادة التي هي مطلب أساسي في هذا الشهر الفضيل التي تتضاعف في الحسنات بدون حساب . سؤال دائما يشغلني ولم أجد له الإجابة الشافية الوافية من الذي غرس في عقول الناس بأن يكون شهر رمضان موسماً لعرض جديد المسلسلات والبرامج والمسابقات ؟ من يملك الإجابة أرجوه أن يرشدني إليها مع التعليل , بالمناسبة كنت أيام الدراسة أستمتع بحل الأسئلة التي تبدأ بعلل لأن هذه الأسئلة تجعلك تشغل عقلك بعكس المتبع في مناهجنا الحفظ ثم الحفظ الذي تختفي معه ملكة التدبر وفهم المعنى والاستنتاج والتحليل. النقد لا يوجد أسهل منه بل هو اليُسر كله لكن دعونا نساهم في طرح بعض الحلول للتقليل من هذه الظاهرة التي طال ضررها كل بيت فالجميع يقول اختفت مظاهر الفرح بشهر رمضان المبارك خاصة عادات التواصل وتبادل الزيارات والاجتماع على مائدة الفطور , والفطور الجماعي والدورة ( يتفق مجموعة من أهالي الحي على تبادل عمل الفطور بالتناوب ) وهي من العادات الجميلة التي كانت إلى عهد قريب موجودة في محافظة أملج ( ما زالت أملج ولله الحمد بها الكثير من العادات الجميلة التي تشعرك بجمال وروحانية شهر رمضان فالاجمتاع على الفطور في الحي , والتجمع عصراً في سوق رمضان , والسهرات الرمضانية , أكشاك رمضان فالحمد لله على هذه النعم ) إختفاء هذه المظاهر الرمضانية كان انعكاساً طبيعياً للكم الهائل الذي يعرض في شهر رمضان بداية من وقت الفطور حتى الفجر وبقية النهار للإعادات وسط تسابق محموم من هذه القنوات لتقديم كل جديد وملفت للانتباه حتى تظفر بأكبر عدد من المشاهدين . أحد هذه الحلول أن يقوم وزراء الثقافة و الإعلام بوطننا العربي الكبير بحكم أن الوضع ينطبق على جميع الدول العربية بوقفة حازمة وجادة ويتخذون قرار يمنع القنوات الفضائية من جعل شهر رمضان المبارك مهرجاناً لعرض كل ما أُنتج من المسلسلات والمسابقات والبرامج , ويتخذ قرار توجه من خلاله هذه القنوات بالتركيز على إنتاج برامج تحفز الناس على كيفية الاستفاده من هذا الشهر الفضيل بالتزود من العبادات وترك المنكرات وكيفية التوجه إلى الله سبحانه وتعالي بكل جوارحهم , كذلك لا بد من زيادة جرعات الندوات والمحاضرات الدينية والصحية والتركيز من خلالها على توعوية الناس بمضار هذه البرامج والمسلسلات غير المفيدة في كل الأوقات فكيف في رمضان . اسأل الله لي ولكم أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه وعمل ما يرضيه ويبعدنا عن ما يغضبه جل في عُلاه وكل عام وأنتم بخير وكلنا في خدمة الوطن .