لم نستغرب الحديث الدائر بعد مشاركة المطربة نوال الكويتية في مهرجان "موازين - إيقاعات العالم" والخصام الملتهب بين جماهير الفنانتين "أحلام ونوال". كانت شرارة التشنج قد بدأت في المؤتمر الصحفي للدورة الثالثة لربيع سوق واقف مع النجمة نوال، ثم إعلان صعودها على المسرح بلقب "فنانة العرب". لم يكن هذا الصراع الجماهيري للنجمتين قد بدأ للتو، حسب ما اعتقد ان الجمهور كان ينتظر شيئاً من الدفع، لا أعلم هل هو استغلال الجماهير لمواقع التواصل الإجتماعي والتي باتت "حقيره" تقرأ فيها أذل الكلام بكل الأصناف واللهجات!. تعود بي الذاكرة بعد مقال نقدي بعنوان "صوت نوال الكويتية "الضعيف" لن يعيد لها مجدها الزائل" كان هذا في العام "2010م"، ما يعني تأكيداً على قيمة نوال ومجدها وتحفيزاً لتفادي ما وقعت فيه. قالت لي أحلام حينها:"حرام عليك.. نوال ما تستاهل كل هذا النقد القوي.!". الجمهور لا يعلم ما يدور بين نجوم الأغنية من تواصل وزيارات، لا يعلم أي شيء.!، فقط المتابعون يعلمون أن هذا الجمهور مندفع متشنج. حتى لو حدث خصام بين النجمتين؟! أثق ان هذا زائل وتعود المياه إلى مجاريها، كانت قبل ذلك(السورية) أصالة عندما تناولت أحلام والأغنية الخليجية، هاهي تعود في حضن الخليجية ورفيقة لأحلام وكأن شيئاً لم يكن. هذا هم الفنانون يختلفون في شيء ما، ثم يعودون سريعاً ويبقى الجمهور "يعلك" بالمشكلة ويزيد عليها ويختلق القصص. قبل عقود مضت لقب الرئيس الراحل الحبيب بورقيبه "فنان العرب" للراحل طلال مداح أثناء زيارته لتونس، كان المقصود فيها، أنه فنان السعودية الأول، إذن هو "فنان العرب"، طلال لم يستغلها إعلامياً، اعتزل لخمس سنوات وعاد "1405م"، لكن الرئيس عاد وقالها للفنان محمد عبده "1401ه"، كان معه في تلك الرحلة الأديب طاهر زمخشري "غفر الله له"، استغلها إعلامياً وروجت إلى وقتنا الحاضر، هذا لم يمثل لطلال "غفر الله له" أي عداوات أو تقليل من محمد عبده، استمروا في نفس النهج التنافسي الكبير الذي أثرى الساحة الفنية الخليجية والعربية. ربما أقنعتني أحلام عندما أكدت أنها تستحق لقب "فنانة العرب" بدليل مشاركتها في كل المهرجانات والحفلات العربية والفنانة الأولى التي دخلت فلسطين لتقدم فيها حفلتين، بينما نوال كانت تقتصر على الخليج.. هذا لا يهم.!. بعكس ما قد يقدم من مضي في التنافس واختلاق الاعمال الثرية التي تجير لثقافتنا الفنية وتدخل حيز الحضارة، ليس مهماً أن تكون إحداهن "فنانة العرب"، هذا لم يقدم لمحمد عبده أشياء تذكر، سوى أنه مطرب ذو قيمة فنية، ما جعله يتربع على القائمة ويفرض لقبه على الجميع. عندما يلقب الجمهور مطربته ب"فنانة العرب" فاعتبروه تهميشاً لكل الفنانين من البحر إلى البحر.