لو لاحظنا مسار الدويتو الغنائي منذ اول ظهوره وحضوره على الصعيد الفني ومنذ ايام المطرب محمد عبدالوهاب عندما غنى إلى جانب راقية ابراهيم في فيلم رصاصة في القلب اغنيته الشهيرة (حكيم عيون) والتجارب الغنائية من هذا النوع تسير في شكل دائم بل يسعى اغلب المطربين للالتقاء مع الأصوات الافضل منهم او اقل منهم او يتسواون معهم في مستواهم الحقيقي وذلك حتى يحظى الفنان الناشئ بقليل من الشهرة التي حققها المطرب الكبير او كنوع من المساعدة الفنية او تكون بهدف الالتقاء الفني عن حب وصداقة . ولعل ثاني دويتو حدث من هذا النوع وبين نجمين كبيرين التقاء المطرب الراحل فريد الأطرش بالفنانة شادية في اغنية (ياسلام على حبي وحبك)، هذه الاغنية سجلت في ذاكرة الفن العربي بالرغم من انها قدمت في احد افلام النجمين المعروفين ومازالت فكرة هذا العمل الاجمل والأحلى بالرغم من مرور اكثر من اربعين سنة على تقديمها . بعد ذلك توالت هذه الأعمال وبشكل كبير حيث غنت اسمهان مع شقيقها فريد الأطرش وكذلك عبدالحليم حافظ إلى جانب شادية، ووردة الجزائرية إلى جانب بليغ حمدي وفي لبنان غنت فيروز إلى جانب وديع الصافي ونصري شمس الدين في العديد من المسرحيات . كانت تلك الاعمال من افلام ومسرحيات يستوجب الغناء فيها حسب التسلسل الدرامي الخاص بالقصة وكما هو مطلوب في ذلك الوقت . في الخليج كان اول من قدم دويتو فنيا الفنان عبدالحسين عبدالرضا والممثلة القديرة سعاد عبدالله بعنوان (شهر العسل) وكذلك مابينها وبين الفنان خالد النفيسي في (شامكم شمشامكم مقصكم مقراضكم) . اما الآن فالموضوع اختلف حيث تباعدت الموازين في الفن واصبح هناك السيئ والجيد المميز والعادي والنجم صاحب الدرجة الأولى (سوبر ستار) والمطرب الهاوي ... اصبح هناك اكثر من هدف للغناء في العمل الموسيقي الموحد (دويتو) وفنان يظهر على حساب آخر ومطرب يستجدي عطف النجم الأخر حتى يتمكن من التعاون معه وايصاله بعد ذلك إلى جمهوره وشريحة كبري من المتابعين . ولعل اول دويتو ظهر في فترة الثمانينيات وفي الخليج العربي بالتحديد كان بين الفنانة العراقية رباب والمطرب محمد عمر على اقل تقدير، حيث اجتمع هذان النجمان في اغنية على مسيري التي مازالت الناس ترددها حتى الآن في الجلسات الفنية والحفلات العامة رباب مازالت كما هي نجمة ولم يزدها هذا العمل إلا نجاحا فوق نجاح . المطرب محمد عمر حقق له هذا العمل الكثير من الشهرة بالرغم من كونه تفرد وانطلق في فترة سابقة وكانت له صولات وجولات في الأغنية السعودية ومنها عشقت حرف العين ويا سيد الغيد وغيرها من الأعمال . اما الآن فهو مازال يعيش في دوامة فنية لا تنتهي ومازالت رباب نجمة بكل المقاييس ويبحث عنها الجميع ويأمل أي مطرب خليجي الغناء إلى جانبها . عبدالله رشاد بعد سلسلة من النجاحات المتتالية وبعد اغنيته الشهيرة (الليل ابو الأسرار) احبت المطربة الكويتية نوال ان تلتقي معه في دويتو فني و بالفعل حدث اللقاء في اغنية (كان ودي نلتقي) التي كانت نقلة حقيقية لنوال وخروجها من القمقم وبأعمال ساعدتها في النهوض مجددا من سباتها الذي استمر لسنوات طويلة وهاهي نجمة الآن لها حضورها الطاغي، اما عبدالله رشاد فلانعلم اين هو الآن بعد ذلك العمل بالرغم من تقديمه اعمالا اخرى بعدها لكنه غاب عن الأنظار ولم يعد يبحث عن المنافسة مع الاصوات الذهبية . المطرب راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله غنيان عن التعريف ولهما اعمالهما وجماهيرهما المتابعه لهما، وعندما غنى راشد إلى جانب عبدالمجيد لاحظ الجمهور حجم الأختلاف في اصواتهما ولم نعرف حتى الآن من ساهم في ايصال من (في الأغنية طبعا) ؟؟ المطرب طلال سلامة قدم دويتو مع الفنانة انغام من خلال اغنية (المحبة) وذلك بعد ان اقتنعت انغام باللحن بالرغم من عدم تقبل الناس له بالشكل المطلوب ولكن اصرار طلال سلامة على الوصول عربيا من خلال صوت انغام امر واضح للعيان في هذا الامر . طلال سلامة لا يمانع ابدا في تكرارهذه التجربة حيث يقول : متى ماوجدت العمل المناسب الذي اشعر به ويداعب احاسيسي فسأغنيه اذا ماتم جعل هذا العمل يظهر بصورة ممتازة وان يراعي الملحن اختيار الصوت الجميل الذي يتناسب مع مساحة صوتي وان نكون في انسجام تام في الأغنية . وقد سبقه في هذا الطريق الفنان عبدالرحمن الشومر حيث قدم مع انغام عملا بعنوان الشوق العجيب، احبه الناس وعشقه الجمهور نوعا ما وساهم في ايصال عبدالرحمن إلى العربية وربما يعتبر هذا العمل هو من اهم الأعمال في مشواره الفني، يقول الشومر : انغام اضافت للأغنية بعدا اخر وهي صوت جميل واتمنى ان يتكرر التعاون فيما بيننا او مع أي صوت خليجي وعربي يستطيع ايصال الأغنية بنفس الروح والشكل المطلوب . المطرب جواد العلي قدم الدويتو مع اصوات تركية لانعرف لها اصولا نظرا لبعد ثقافتنا الفنية عن تلك الأوساط البعيدة ولكنه ساهم في انتشار اغنية (يجيلك يوم إلى جانب المطرب التركي الذي شاركه غناءها بل ان المطرب صرح فيما بعد بأنه يرغب في اعادة التعاون مع جواد مرة اخرى . عبدالله الرويشد قدم مؤخرا دويتو غنائيا مع الصوت الحالم (نوال) حيث بدا في هذا العمل الاختلاف الواضح في صوت عبدالله الرويشد الجهوري وصوت نوال التي كانت تعزف على اوتار صوتها كقيثارة من الذهب وبالرغم من ان عبدالله الرويشد الآن يبحث عن العمل الذي يخدم البومه قرر مؤخرا تصويراغنية اعذرني كمحاولة لانقاذ الالبوم الذي لم يحرك الساحة في أي شيء يذكر . المطربة اسماء لمنور قدمت البوما غنائيا كاملا قبل اربع سنوات مع فنون الجزيرة بعنوان (واناري) لكنه لم يحقق لها الطموح الذي كانت تتمناه وظل العمل في نطاق ضيق وصوتها الجميل في قرار سحيق حتى انتشل صوتها وقدمه المطرب كاظم الساهر مع اشعار الناصر وفي اغنية تفوقت فيها اسماء لمنور كثيرا على صوت الساهر وقدمها بعد ذلك في حفل فني في قطر ... قدمت اسماء بعد اغنية اشكو اياما البوم شيء عادي الشهير (بقلبي دايم معاكم) واستقبلته الجماهير بحب بعد ان عرفوا من هي اسماء لمنور. تقول اسماء عن هذا التعاون : الغناء إلى جانب كاظم الساهر حلم تمنيت تحقيقه والحمد لله ان العمل كان كما يجب ان يظهر وانا فخورة انني غنيت إلى جانب هذا الرمز الموسيقي العربي واتمني تكرار التجارب الفنية التي هي في مثل هذا النوع لأنها تضيف شيئا اخر ولكنها ترمي على عاتق المطرب مهمة صعبة للغاية حتى يظهر بالشكل المطلوب، وهاهي اسماء لمنور نجمة لايشق لها غبار وانفتحت امامها الابواب التي كانت مؤصدة . المطرب محمد عبده اختار الصوت الهادر المطربة الراحلة ذكرى للغناء إلى جانبها لأنه يعرف ان ذكرى صاحبة صوت قوي وجبار وهي الصوت الوحيد الذي استفز محمد عبده ولذلك احدث تعاونه معها في اغنية (حلمنا الوردي) الكثير من الأصداء الجيدة للمطربة الراحلة وبقي محمد عبده رغم تاريخه الطويل فنانا عملاقا غنيا عن التعريف إلى جانب كون ذكرى صو تا اسطوريا . اذن في كل هذه التعاونات الفنية النادرة .... من سرق شهرة من ؟؟ ومن هو المطرب الذي اضاف للآخر . ام ان كل هذه الأعمال كانت تهدف إلى مجرد التقاء صوت انثى مع صوت الرجل او كانت محاولة لتوحيد الجماهير وكسب الاطراف الموجودين على الضفة الأخرى مع المطربين الذكور. لانعلم جميعنا إلى ماذا تهدف هذه التعاونات لكن ماهو واضح للعيان هو اننا نسعد بمثل هذا التآلف بين مطربي الوطن العربي في اغان توحد الشعوب وتجعل منا قلباً واحداً حتى لو بأغنية تصل إلى قلوبنا جميعا . ملاحظة فنية : هناك الكثير من الاغاني التي قدمت بأصوات ذهبية وكان لالتقائهم حضور جميل كالذي حدث بين اصالة نصري وصابر الرباعي وميحد حمد وراشد الماجد بالرغم من كون عمل راشد وميحد مدبلجا وبشكل لم يتضح للجماهير. كما ان اصالة نصري غنت أيضا إلى جانب راشد الماجد في عمل خاص بقناة (انفينني) بعنوان مين انا ؟ ايضا هناك اعمال غيبت عن ذاكرة الجمهور لأنها اغان خاصه، ومنها العمل الذي قدمه راشد وميحد حمد وعبدالمجيد في اغنية (يانوخذه) التي تقول كلماتها : يانوخذه لو دريت بحالة المشتاق ان كان محملك ماشله من بلاده من كلمات محمد بن راشد المكتوم والحان خالد ناصر . وتعاونات فنية جمعت عبدالمجيد بنبيل شعيل لأول مرة في اغنية (كيف ) كيف جسم الروح عن روحه ياروح كيف ابعد عنه واصبر ياحمد .